وعن غزة.. وصمودها وأشبالها... حدثنا يا سامي...!

 

 

خبرنا... حدثنا يا سامي...احك لنا...!!

عن غزة الصامدة... عن عزتها... وشموخ اطفالها.. وبسالة رجالها... وتحمل نسائها... !!

حدثنا عن حصاركم من العالم الظالم.. ومن النظام المصري الفاجر...!!

حدثنا عن صمودكم... عن ابائكم...عن شموخكم... عن تضحياتكم...!!

حدثنا عن سنتان من الحصار... بلا مرتبات... بلا وقود.. بلا معدات طبية...!!

حدثنا.. عن رئيس وزرائكم... وكيف يعيش...حدثنا عن خطب الجمعة... حدثنا عن بيته في اشد أحياء غزة فقراً.. حدثنا عن قادتكم... حدثنا عن هنية... وعن الزهار.. وعن نزار... حدثنا عن تواضعهم... عن ادبهم.. عن التزامهم..عن تضحياتهم.. عن ابنائهم واهلهم الشهداء!!

حدثنا عن شهدائكم... حدثنا عن ياسين ومقعده... حدثنا عن الرنتيسي وبندقيته... حدثنا عن المقادمة وقلمه...!!

 

حدثنا عن قسامكم... واطل الحديث هنا... فلمثل هذا تطرب الاذان... وتخفق القلوب..!!

ولكن.. مهلاً.. ابا سلامة.. مهلاً... فالحديث يطول... فحدثنا من البداية...!!

 

حدثنا عن عياش وتفجيراته... حدثنا عن عماد وعملياته...عن حسن سلامة وانتقاماته...!!

حدثنا عن الضيف قائد القسام الغامض... عن الجعبري نائبه.. عن ابا معاذ... عن ابا انس.. وبقية قادة الويتكم المظفرة...!!

حدثنا عن ابا عبيدة الناطق الرسمي ...!!

حدثنا عن قادة تصنيع الصواريخ... وكيف يبدعون من اللا شئ...!

حدثنا عن عباقرة التخطيط القسامي.. عن عملياتهم.. حدثنا عن انفاق الجحيم وابطاله.. وعن نذير الانفجار وجيباته.. وعن الوهم المبدد واسيرها الصهويني.. حدثنا عن شاليط والابداع القسامي في اخفائه لقرابة سنتنان..!!

ولكن مهلاً... نسيت ان اذكرك... بالعمليات الاستشهادية... في القدس في تل ابيب في حيفا...ويافا...!!

حدثنا يا سامي فلا امل من الحديث.. !

 

حدثنا عن مجاهديكم... وعملهم صباحاً... ورباطهم ليلاً...!!

حدثني عنهم... عن صلاتهم... عن قيامهم.. عن صيامهم.. عن حياتهم...!!

 

حدثنا عن حياتكم.. تحت القصف.. والصواريخ... والطائرات... بين الدبابات...!!

حدثنا وقد اعتدتم على صوت طائرات ال F16 والاباتشي...!!

حدثنا عن اطفالكم... وفي ايديهم الحجارة.. بدلاً من الالعاب...!!

 

حدثنا.. عن نسائكم.. عن امهاتكم.. وزوجاتكم...عن خنساواتكم...!!

حدثنا عن نساء.. يستقبلن الموت بالزغاريد...لا بالصريخ واللطم...!!

 

حدثنا يا سامي... قد تصغرني بخمس سنوات... لكن سنوات عمرك ال 16... تعدل اضعاف سنوات عمري... حدثنا فانت عملاق... في زمن اقزام مثلنا...!!

 

حدثنا يا سامي حدثنا.. فوالله القلوب تخفق لسماع احاديثكم... والاعين تدمع من قصصكم..!!!

 

ينظر الى سامي.. بعد سماع طويل.. وصمت... بنظرة عتاب... وألم... ثم يرد...

 

كيف تطلب مني ان احدثكم وانتم احد اسبب زيادة البلاء علينا...!!

كيف تطلب مني ان احدثكم ورئيسكم الفاجر واذنابه سبب رئيس في حصارنا...!!

كيف تطلب منى ان احدثكم... وكل ابناء وطني الذين يدرسون عندكم زائرين بشكل دائم لمقرات سفهاء امن الدولة حشرهم الله في قعر جهنم..!!

كيف تطلب منى ان احدثكم وقد بخلت حتى دولتكم بالمساعدات الانسانية والطبية..!!

كيف تطلب منى ان احدثك.. والسفير الصهيوني يقبع بجوار بيتك..!!

كيف تطلب منى ان احدثك... ومخابراتكم في تواصل دائم مع الصهاينة للانقضاض على المجاهدين...!!

كيف تطلب منى ان احدثك.. وقائد لواء الوسطي في القسام لازال يقبع في زنازين نظامكم العفنة...!!

كيف تطلب منى ان احدثك والمعبر مغلق لا يفتح حتى للمرضى الا كل سنة مرة...!!

كيف تطلب مني ان احدثك و140 مريضاً ماتوا بسبب الحصار..!!

 

قلت.. والدموع تنسال... والجسم يرتج من البكاء.. مهلاً.. مهلاً ابا سلامة... فوالله انا لنعاني من هذا النظام مثلكم تماماً...!!

مهلاً.. فهو قد طغى علينا مثلما طغى عليكم...!!

مهلاً ابا سلامة.. فكل  من ارتضى الاسلام منهجاً الان هو زائر دائم مثلكم لامن الدولة..!!

مهلاً ابا سلامة... اما سمعت عن الالوف الذين يقبعون خلف الزنازين... لا لشئ الا لانهم قالوا ربنا الله..!

مهلاً ابا اسامة.. فوالله انا لنبرأ الى الله عزوجل من هذا النظام وكل من اتبعه الى يوم الدين..

مهلاً... فوالله انا نشهد الله عزوجل ونشهدك ونشهد كل ابطال الاقصى انا نبرأ منهم الى يوم الدين...ونشهد الله انا نواليكم وكل من ارتضى الاسلام منهجاً الى يوم الدين...!!

 

صمت قليلاً...خفت نظرة العتاب قليلاً... ولكن نظرة الام اصبحت اشد...ثم قال...

لو كنتم صادقين مع الله.. لخلصكم من هذا النظام... ولكن دعنا من النظام ...

قل لي عن ذنوبكم...!!

اما تعلم.. انا بذنوبكم.. يقتل اطفالنا... وترمل نسائنا... ويموت مرضانا..!!

اما تعلم ان ذنوبكم .. تزيد من حصارنا.. والمنا.. وضحايانا...!!

 

كان يتكلم بكل الم.. وتحول الى غضب..وهو يضيف..

قل لي عن شباب يدعي نصرتنا وهو لا يحافظ على ورده...

حدثني عن شباب يدعي نصرتنا وهو لا يصلي الفجر الا نادراً..!!

حدثني عن شباب يدعي الالتزام وهو غارق في شهواته.. في نزواته...!!

حدثني عن شباب يدعي الانتماء للدعوة وهو لا يعلم من فقه دينه وعقيدته شيئاً...!!

حدثني عن شباب يدعي نصرتنا.. وهو يستمع لجوليا بطرس وشيرين وتامر والمخنثين امثالهم..!!

حدثني عن شباب لا يفارق السينما .. ولا يفارق جهازه الافلام... بدعوى المجتمع والمشاركة..!!

حدثني عن شباب اصبح العلماني رفيق دربه.. واليسارى صديق عمره.. والليبرالي احب اصدقاءه...!!

حدثني عن تنازلات شباب ملتزم.. بدعوى الحرية .. والديموقراطية... !!

حدثني عن شباب اصبح مجرد "كلمجي" مثلك.. يكتب ولا يفعل.. مجرد "بق"...!!

 

قلت والجسم ينتفض.. والدموع تنهمر... صدقت... والله حالنا مخزي.. سامحونا.. بالله عليكم اغفروا لنا تقصيرنا... قال والله لا نفعل... والله لا نغفر لكم تقصير نحو نساء تغتصب واعراض تنتهك  واطفال تقتل وشباب تذبح في كل بقاع العالم وليس غزة فقط....!!

 

انى ذاهب.. قالها بغضب مكتوم... قلت والعبرات تنهمر بصوت اليم... الى اين ابا سلامة...

قال والنور يشع من وجهه... الى لقاء ربي... الى لقاء رسولي وحبيبي صلى الله عليه وسلم... الى لقاء رفاق دربي من الشهداء..!

 

قلت انتظر...خذني معك... رد قائلاً... هل تظن الجهاد سهلاً يا هذا...؟؟ اذا لم تكن قد استطعت الانتصار على نفسك... فهل تتخيل انك قدر على مواجهة عدوك..!!!

 

يا هذا... انتصر على نفسك اولاً... اعل بروحك الى السماء... حافظ على وردك.. وقيامك.. وفجرك.. وعلمك الشرعي.. وقرائتك...ودعوتك...ونصرتك لاخوانك... ساعتها.. وساعتها فقط تلحق بنا..!!

 

نظرت طويلاً..خفضت راسي ناظراً للارض..وقلت... ابا سلامة هذا عهد مني.. امام الله عزوجل...هذا الدرب هو طريقنا.. ولن نحيد عند.. لن نقيل او نستقيل.. من الان ابا سلامة.. القران رفيق الدرب حقيقة لا قولاً.. والقيام والمناجاة رفاق الصحبة... والعلم منير الطريق... والفعل لا القول منهجنا...

 

ولاول مرة.. ارى ابتسامته.. تنير وجهه... وهو يقول.. والله انا لنحبكم اكثر من انفسنا... ونشتاق الى لقياكم في الجنة... وساعتها ساحدثك.. واحدثك...ولكن ليس عن غزة وآلآمها... وانما ... عن الجنة ونعيمها...!!

ابتسمت رغم الوجع ..وقلت موعدنا الجنة ابا سلامة... ضحك ابا سلامة قبل ان ينصرف.. وضحك كثيراً وهو فرح هذه المرة... وكانها اروع ابتسامة رايتها في حياتي... فهي ابتسامة شهيد....!!

 

 

ابا سلامة... أودعكم بدمعات العيون..

اودعكم وانت لي عيون..

اراكم ذاهبين ولن تعودوا..

اكاد اصيح اخواني خذوني..

فلست اطيق عيشاً لا تراكم به عيني وقد فارقتموني..

اودعكم.. اودعكم ياراحلين عن الحياة وساكنين باضعلي..

هل تسمعون توجعي وتوجع الدنيا معي ...؟؟؟

لئن لم نلتق في الارض يوماً وفرق بيننا كاس المنون..

فموعدنا غداً في دار خلد.. بها يحيا الحنون مع الحنون.. !!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليلة الجمعة فجراً.. استشهد سامي جميل ابو عنزة "ابا سلامة"... صاحب الستة عشر عاماً....في مواجهات مع الصهاينة... اصابه قناص برصاصة وظل ينزف لساعة ونصف والصهاينة يطلقون النار على رفاقه حتى لا يسعفه احد... حتى لقى ربه شهيداً...!!

اخر رسالة ارسلها على الموبيل لصديق له كانت "اخي ان ذرفت على الدموع واغرقت بها نفسي في خشوع ...فاوقد لهم من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجد تليد ....اخي ان نمت نلقى احبابنا فروضات ربي اعدت لنا"

اول ما سمعت امه خبر استشهاده.. خرت الى الارض ساجدة تحمد ربها.. ثم خرجت تصبر زوجها احد قيادات حماس في منطقته...

الشهيد له اخ اصيب اصابة خطيرة معه في نفس الرباط.. وله اخ اخر اصيب قبل ذلك بنيران زنادقة العلمانية الفتحاوية...!!

فهل نظرتم الى التربية؟؟ هل علمتم كيف يربون ابنائهم؟؟؟ ثلاثة ابناء... ما في واحد منهم تخلف عن جهاد ورباط..!!

حفظ الله والديك يا ابا سلامة...!!

 

ونحن على الموعد باذن الله... وعلى العهد... لا نقيل ولا نستقيل........!!

 

فمن يعاهد ربه.. ويعاهد.. سامي  صاحب الستة عشر عاماً "يا اصحاب العشرينات والثلاثينات والاربعينات"...؟؟

 

*حمل مقطع رائع عن احد الشهداء من شريط "الملتقى الجنة" للشيخ الاسير خالد الراشد فك الله اسره...من هنا

 

 

"والسابقون الاولون"...!!

اذا عاهدت.. فاشبك يدك معانا.. لنحلق عالياً... نكسر قيود المعصية...وجدر السلبية... نبدأ من الان في تظبيط احوالنا مع الله عزوجل... وشعارنا ان نكون "السابقون الاولون"...!

نحاول ان نعلى دوماً ونرفع من ايمانياتنا...يكن لنا حال مع الله عزوجل.. حتى اذا فتح اى باب كنا فيه السابقون الاولون...ويالثوابهم..!! نحاول ان نكن الاقرب دوماً الى الله عزوجل..!

تخيل انت من السابقون الاولون.. يمن الله عزوجل عليك اذا صدقت بان تكون دوماً من السابقين في اى عمل.. تخيل نفسك اذا دعى الداعي "ايا خيل الله اركبي".. كنت انت في الصف الاول... ويا له من شرف...!!

 

الفترة القادمة باذن الله.. لنجعلها فترة اخلاص وتجديد نية مع الله عزوجل.. ومعاهدة على الاستمرار.. وثبات على الطريق..!!

فترة لا تتخلي فيها ابدأ عن وردك .. عن صلاة الفجر.. عن القيام... عن الذكر والاستغفار..!!

القلب الخالي من حلاوة المناجاة.. والذكر.. والقيام.. والقران.. والله لا يثبت اذا ما اذنت الفتنة..!!

لنشحن انفسنا...  بايمانيات.. ترفع ارواحنا... لتعانق السماء... نريد ان ننضم لهؤلاء العمالقة... فمن يعاهد...؟!

 

 

*الفترة القادمة باذن الله سنحاول التركيز على مقالات عن الثبات.. وصفات جيل النصر المنشود... بالاضافة الى الرقائق.. لنحلق في سماء الايمانيات... مع روائع كلمات السلف وقصصهم وحالهم... "فقط اسالوا الله التوفيق بسبب الانشغال".. مع محاولة اكمال سلسلة الزواج ما تيسر باذن الله ..!!

 

*احداث هذه القصة من وحي الخيال...ولكن بطلها هو شخص حقيقي.. استشهد بالامس.. 16 عاماً.. فاخذته كرمز اعبر عنه واوصل منه رسالة وكانه يتحدث نيابة عن كل ابطال غزة والعراق والشيشان وافغانستان وكل مواطن الجهاد والمجاهدين...!!

 

 

*استحلفكم.. واقسم عليكم.. الا تنسوني من دعائكم بظهر الغيب... ولا تنسوا اخوانكم في بقاع الارض التى يسال فيها الدم المسلم..!!