الاقصى
#navbar-iframe { height: 0px; visibility: hidden; display: none; }

Tuesday, January 12, 2010

الصفوة المؤمنة (1)ـ

عهد جديد..!

وانا اجهز لهذه المقالات.. حقيقة كنت ارى نفسي مستهدفاً اولاً حقيقة فقد ابتعدت كثيراً..كلنا ابتعدنا.. ومن كثرة التخبط والبعد اصبحت الانفس تصرخ اى كفى..وكانت على حق.. بعد عن الطريق .. وزيغ.. دنيا وشهوات.. انحراف.. رياء.. قلوب اشد قسوة من الحجر..بعد عن نهج الصحابة.. تشتت.. عدم وضوح للرؤيا..ضيق وعدم الصبر على مشاق الطريق.. عدم صبر على الابتلاء وعدم معرفة كيفية التعامل معه..ربما اصبحنا ملتزمين ظاهراً.. والباطن خاوياً وبشدة..!

فكان لابد من وقفة... ووقفة حقيقية.. ليست مثل كل مرة..!

فلعلها موجهة الى كل منا.. الى قلبه.. لنفتفي اثر الصحابة والسلف ونسير على خطاهم.. نكون رجال لدين الله بجد.. يكن كل منا .. رجل بامة..!

وقبل البداية..اسالكم الدعاء فاني والله احتاج اليه بشدة...!

قبل البداية ايضاً:: ربما تكون المقالات طويلة قليلاً واطول من المعتاد..واحاول جعلها اقصر.. خصوصاً بعد ان كان هذا تعليقاً مشتركاً لدى الكثيرون.. ويعلم الله انى احاول.. لكن هذه افكار وينبغي ان تات خلف بعضها حتى تتضح الفكرة... ثم حقيقة نحن لا نبحث عمن يقرأ.. نحن نبحث عن فئة محددة نحسبها جادة لا من يبحث عن المختصر والمفيد.. فلابد من بعض العناء... فاعذروني في هذا..!

امر اخر.. لا تدعوا المقالات تقف عندكم فانشروا لعل الله عزوجل ينفع بسطر واحد احد هنا او هناك فياخذ الكاتب والناشر ثوابه.. ومن منا لا يحتاج الى ثويب وليس ثواب.!

امر اخير.. لمن لديه اى تعليقات او اضافات نرحب بها.. بل نتمناها بشدة خصوصاً اذا كانت مؤيدة بشواهد ومراجع..!

--------------------------------------

تعال يا اخي

تعال معي لننظر ونتفكر في حال أمتنا..!

تلك الامة التى كانت خير امة..

الامة القائدة السائدة المعلمة..

الامة التى كان لها وعليها ان تخرج البشرية من مستنقعات الجاهلية ووحل الظلام...

تعالى نقلب صفحات الماضي فالحاضر خال من الصحفات..**

بعد ان ضيعت امتنا القيادة والسيادة وغدت فريسة لكل وغد مخادع وفقدت عزتها وحريتها فارتمت في احضان التيه والضياع..

تعالى لنعيد الاعياد... وندك صروح الطغيان ونرفع راية الحق ونعيد العزة والمجد..

ولن يكون لنا هذا الا اذا دكت رقابنا في سبيل الله ..!

ولا يعتلي الدين والحق الا على جماجم الاولياء.. !

ولطالما انتظرنا طويلاً... ذلك الحلم..!

**الشعر من شريط الاسيف.. وان كنت اختلف مع الكاتب في هذه النقطة فالحاضر ملئ بصفحات مضئية تكتب بماء الذهب يسرطها المجاهدون في فلسطين والعراق وافغانستان وكشمير والشيشان وغيرها من بلاد الجهاد..!

يقول الشيخ عبدالله عزام شيخ الجهاد الافغاني رحمه الله وتقبله في عداد الشهداء في شرحه لكلام الاستاذ سيد قطب رحمه الله “الملون بالازرق يقول الشيخ" قليل هم الذين يحملون المبادئ و قليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ, و قليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم و دماءهم من أجل نصرة هذه المبادئ و القيم, فهم قليل من قليل من قليل و لا يمكن أن يوصل إلى المجد إلا عبر هذا القليل, و لا يمكن أن يقام لهذا الدين بنيان و لا أن يرفع له راية و لا أن تشرع له سكينة إلا عبر هذا الطريق, و هذا الطريق وحده "

وحين ندقق في مدى عمق هذه الكلمات للاستاذ سيد رحمه الله... حقيقة كلمات في الصميم..!


في المقال السابق لدكتور راغب السرجاني عن منحنى بناء الامم وان شئت قل اعادة بنائها ايضا.. وما اريد ان اركز عليه بشدة هو ما سماه الدكتور "زمن الاعداد".. وهو الاعداد للفئة التى ستنهض بهذه الامة وهي صفوة هذه الامة وعصارتها..

نحن ربما قد تجاوزنا "بحسب هذا المنحنى" زمن الاعداد بكثير... ولكن للاسف مع كثير من الخلل اثمر عنه نموذج مشوه.. واساس هذا الخلل في جزء من اساس هذا البناء.. وهو القلة المؤمنة التي ينبني عليها هذا البناء..!

لو فهمنا واستوعبنا كلمة الاستاذ سيد السابقة ودققنا فيما حولنا لادركنا عدة ملاحظات..!

اهمها: ان الفئة المؤمنة في القران كانت دوماً قلة.. وكان الباطل دوماً كثرة وما ذكرت القلة الا وهي ممدوحة وما ذكرت الكثرة الا وهي مذمومة"

وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } [هود: 40]، ومثل قوله: { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } [سبأ: 13]، ومثل قوله: { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } [ص: 24].

وغيرها من الايات..وما ذكرت الكثرة الا للذم ال تعالى : ( وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) .الانعام 116
وقال تعالى : ( ولكن أكثر الناس لايؤمنون ) غافر 59 قال تعالى : ( قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبتك كثرة الخبيث ) المائدة 100

فهنا لنا وقفة.. يظن كثير منا ان التغير ونهضة هذه الامة سيكون عن هداية الامة كلها ويبني كل استراتيجته على هذا الامر وهذا لن يحدث يقيناً بهذه الطريقة التى يفكر بها... التاريخ علمنا دوماً منذ بداية الحضارة الاسلامية وحتى الان وعلمنا عبر كل مراحل التغير الذي حدثت به.. ان التغيير الذي يحدث في الامم دوماً لا يكون عن طريق الامة كلها.. انما يكون عن طريق قلة قليلة هي التى تبدا الحركة وهي التي تبدا التغير وهي التى تقود التغير الذي يحدث بعد ذلك.. وفي نفس الوقت مسالة انتظار المصلح الذي سيقود الامة هذا خلل ايضاً.. فصلاح الدين مثلاً لم يكن نتاج شخصه وانما كان نتاج هذه القلة القليلة التى بدات التحرك منذ عصر عماد الدين زنكي ثم نور الدين محمود.. كذلك قطز وغيرها...الله عزوجل يقول " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "؟؟ وانظر للفظ القراني "قوم" لم يقل "فرد".. انظر لكل المصلحين البارزين في التاريخ ستجدهم في النهاية نتاج تاثير ما من حوله..الا الانبياء فهم يكونون في البداية وحدهم..!

يقول الدكتور راغب " ومن هذه القِلَّة المؤمنة يخرج المُجَدِّد المُخْلِص الذي يقود حركة التغيير والإصلاح، ولا يستقيم أن يخرج هذا المُجَدِّد المُخْلِص من لا شيء، ولكن لا بد من وجود نواة من القِلَّة المؤمنة، ثم يصطفي الله عزَّ وجلَّ منها واحدًا أو مجموعة ليكونوا مُجَدِّدِي زمانهم، ومُصْلِحِي أمتهم، ويُسْتثنى من هذه القاعدة الأنبياء؛ ذلك أنهم يبعثون في زمن لا توجد فيه قلة مؤمنة، بل لا يوجد من يعبدُ اللهَ عزَّ وجلَّ حَقَّ العبادة؛ ولذلك يُرسلهم ربهم سبحانه وتعالى ليبدَءُوا حركة إصلاحية شاملة في العقيدة والأخلاق والقيم، كل ذلك من لا شيء. أما في غير وجود الأنبياء، فإنَّ التغيير يأتي من قلَّة مؤمنة محافظة على منهجها دون تحريف، ثم يخرج منها مُجَدِّدٌ مُخْلِصٌ يبدأ الخطوات الفعليَّة في نهضة الأمّة وإصلاحها.

إنَّ هذه المفاهيم في غاية الأهمية..

إن الذين يعتقدون أن الذي يبدأ الإصلاح هو المُجَدِّدُ الفردُ، كثيرًا ما ينتظرون وينتظرون دون عمل، على أمل أن يرسل الله تعالى لهم صلاح الدين أو قُطُز أو عمر بن عبد العزيز أو غيرهم من هنا أو هناك، ولا يعلمون أنَّ هؤلاء وغيرهم من المُجَدِّدِين خرجوا من قِلَّة مُؤمنة، ونهضةٍ إسلاميّة خالصة في مجموعة من المسلمين المخلصين، ثم اصطفى الله عزَّ وجلَّ شخصًا مُعَيّنًا أو عِدَّة أشخاص ليحدث التغيير في زمانهم.

إنك لكي تفهم قصة المُجَدِّد صلاح الدين الأيوبي لا بُدّ أن تُراجع سيرة القِلَّة المؤمنة التي وُجدت من أيام عماد الدين زَنْكِي وأبيه آق سُنْقُر، والعلماء العظماء الذين صاحبوا هذه الفترة، فأخرجوا لنا نور الدين محمود، الذي أخرج لنا بدوره صلاح الدين الأيوبي.

إنّ المُتَعَجِّلِين ينظرون دومًا إلى نهايات الأمور، ولا يهتمون بالسُّنَّة الثابتة في التغيير؛ ولذلك يَتَرَقَّبُون رجلاً ينزل من السماء، أو يخرج من تحت الأرض، أو يأتي من كوكب آخر ليصلح أحوال الأمة."

انتهى كلام الدكتور حفظه الله.. !

عدد الصحابة كم.. يقارب المائة واربعة عشر الف صحابي.. ممكن تعد كل الصحابة الي انت سمعت عنهم في حياتك ولو مرة؟؟ هتعد كام 50... 100؟؟؟ الف على اقصى تقدير في حال كونك علامة..؟؟ لم يا ترى؟؟

هؤلاء المشاهير من الصحابة هم الصفوة.. وربما هذا اوضح مثال ربما لمسالة القلة المؤمنة التى تبدا وتحمل على عاتقها هم نهضة هذه الامة وتتحمل في سبيل ذلك التبعات القاسية والابتلاءات حتى يمكن لهذا الدين وينتصر ويعلو وينضوي تحت رايته المئات والالآف والملايين..ويصبح العدد من فئة قليلة الى مائة واربعة عشر الف صحابي..!!

بل ويضع بعض المفكرين والباحثين في مسالة نهضة الامم وحركات تغير التاريخ احياناً بعض النسب لهذه القلة وتكون هذه النسب فيما بين 1-2% من اجمالي الامة باقصى تقدير في اكثر الحالات تفاؤلاً..!

هذه القلة هي التى ستغير حال هذه الامة باذن الله تعالى.. هذه القلة هي التى ستغير المعادلة.. هي التى ستقلب الطاولة على رؤوس الجميع.. هي التى ستنصر الله عزوجل في نفسها ومجتمعها فينصر الله عزوجل من عنده..!

هذه القلة هي التى ستقلب الموازين.. وهي التى سينتج منها القدوات وهي التى سيخرج منها المصلحون والرموز الذين سيعيدون هذه الأمة لوضعها الطبيعي في مقدمة هذه الامم..!

هنيئاً لهذه القلة..!

النخبة او ال special forces

ربما لتوضيح هذا يمكننا ان نطلق على هذه الفئة اسم النخبة.. او كما يطلق عليها صديق. ال “special forces”.. او القوات الخاصة... ما فرق النخبة عن الشعب.. وما فرق القوات الخاصة عن الجيش؟

الفرق ان هذه القوات الخاصة تتلقى تدريبات خاصة جداً واشد من باقي الجيش ويكون عددها قليل لكنها تسهم في حسم اى معركة على حسب تدريبها والتقنيات التى تستخدم وعقيدتها وولائها.. الفرق ايضاً ان صغر حجم هذه القوات يجعلها تتحرك بمرونة وخفة لا تتاح لباقي الجيش..!

وفي اى معركة يساهم الجيش لا شك في الانتصار او الخسارة..لكن الامر يعتمد بنسبة عظيمة على القوات الخاصة..!

وهكذا الامم.. الجيش هو عامة الامة... والقوات الخاصة.. هي نخبة الامم من مفكريها وعلمائها وكواردها..!

وبالتالي يكون من سوء الفهم بشدة الاهتمام بالجيش بشدة "العمل العام "واهمال القوات الخاصة التى هي راس الحربة "التربية الخاصة".. والاهتمام بالكم على حساب الكيف..!

وهو ما سنستفيض فيه لاحقاً باذن الله تعالى

وهذه القلة المؤمنة السابقة في الخيرات.. هي صفوة هذه الامة ونخبتها وافضل وانجب ما فيها.. ولا يكون فيها الا صفوة الصفوة..وليس من السهل على الاطلاق ان يكون المسلم العادي منهم.. فطوبى وهنيئاً لمن يكتب عند الله عزوجل من هذه الفئة..!

يكفي انها..!

1- ربما أبرز مثابة لهذه الفئة هي هذه الاية في سورة الحديد " لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " هناك من سينضمون لهذه الفئة بعد ان اوشكت الامور على الانتهاء وبعد ان ظفرت هذه الفئة... وهناك من سينضمون اليها منذ البداية ويواجهون اقصى الصعوبات واعتى الابتلاءات.. وهؤلاء هم الاعظم درجة... اعلم بعض الناس يضع هذه الاية منذ واعها نصب عينيه وهو مصر تمام الاصرار وغايته وهدفه ان يكون من هذه الفئة..!

2- صحابة هذا العصر.. يكفي هذه الفئة انها تطمح ان تتشبه بعلية القوم واصحاب الهمم التى تناطح السحاب مثل ابا بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد وابو عبيدة ومن تبعهم من عظماء الامة على مر عصورها.. من علماء شرع وعلماء علم تجريبي وخلفاء وقادة عسكريون غيروا وجه العالم...هذه الفئة التى تتشبه بالصحابة آملة ان تكون مثل الصحابة في عصرنا هذا..!

3- يكفي هذه الفئة شرفاً ان يكون نهضة هذه الامة على ايديها باذن الله تعالى.. ولا يشترط ان يحدث هذا وهم احياء فالقدس لم تحرر في عهد عماد الدين زنكي او نور الدين محمود.. لكن يكفيهم شرفاً انهم كانوا سبباً اساس وعموداً رئيسياً في نهضة هذه الامة..وكل ما يفعل بعد ذلك من اتباع لهم وسير على دربهم واقتداء بهم هو في ميزان حسناتهم باذن الله تعالى.. فهؤلاء يكونون من اعظم الناس ثواباً يوم القيامة بذنوب غيرهم باذن الله تعالى وبما فعلوه لهذه الامة..!

4- اخرج الترمذي والحاكم وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم " فإن وراءكم أيام الصبر .. الصبر فيهن كقبض على الجمر .. للعامل فيهن أجر خمسين منكم .. يعمل مثل عمله .. قالوا : يا رسول الله .. أو منهم .. قال : بل منكم .. "حديث حسن.. فتخيلوا.. حتى الصحابة انفسهم تفاجاوا.. فظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد ان العامل في هذه الايام له اجر 50 شخصاً من مثله.. لكن النبي اكد لهم ان له اجر خمسين صحابياً...هذا الحديث يقلب الراس اصلاً.. الشخص يعمل ويكون له اجر 50 صحابياً ربما يكونوا قد شهدوا بدراً مثلاً.. لكن هذا الامر ليس لاى شخص..هذا فقط للقلة المؤمنة المصابرة ومن تبعها.. ممن يحتمل مشاق الطريق وتبعاته..!

5- يقول الحسن البصري " "كأنى رأيت الاسلام رجلا يأتى يوم القيامة يقول يا رب هذا نصرنى وهذا خذلنى يا رب هذا نصرنى وهذا خذلنى الى ان يصل الى عمر بن الخطاب و يقول يارب كنت غريبا حتى اسلم ذلك الرجل "ولاشك ان هذه الفئة المؤمنة التى تكون في طليعة المؤمنين كل عصر تكون من الناصرين للاسلام ومن معزينه..!

6- يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه "إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".. لكن بالتاكيد هو لا يقصد الا من كان سائراً سيراً حقيقاً على طريق الله عزوجل.. هو لا يقصد المنحرفين او المبدلين او البعيدين هنا وهناك..لكنه يقصد الصفوة التى ستعاني وتبتلى لسيرها على طريقه.. فيكون جائزتهم.. عند الحوض..واستقبال النبي صلى الله عليه وسلم لهم..!.

7- يصف ابن القيم هؤلاء في عبارة في غاية الروعة قد ارسلتها سابقاً.. وهي هنا مرة اخر "واما السابقون المقربون"

هذا غيض من فيض..وان اردت الاستزادة لم تستطع التوقف.. لكن فقط احببنا ان نتكلم سريعاً عن فضل واهمية وعاقبة هؤلاء تحمسياً لانفسنا الا ترضى بان تكون الا منهم..!!

نبدأ المرة القادمة باذن الله في التحدث عن صفات هؤلاء الصفوة... العظماء..!



Labels:

Sunday, December 13, 2009

بينما.. للشيخ حامد العلي..!ـ

كالعادة... حين يكتب شيخنا الفاضل حامد العلي حفظه الله وبارك لنا فيه.. ليس لامثالي الا ان يقراوا وينشروا.. ويدعو للشيخ ان يزيد من امثاله..!
بالمناسبة على الهامش.. فتواه في مسالة الاختلاط في التعليم.. هي من افضل ما قرات في الباب "واللنك الخاص بها في اول المقال قبل بدايته".. ولا اعلم من يقصد تحديداً لكني اظنه يقصد علماء السوء ممن طبلوا وزمروا لطاغية السعودية حين افتتح اول جامعة مختلطة منذ اشهر.. وكذلك بعض امثالهم في الكويت وغيرها من بلاد الاسلام..!
اترككم مع الشيخ حفظه الله..!
---------------
http://www.h-alali.cc/m_open.php?id=9e4a7050-e711-11de-9537-40f6147e3ebd

فتوى الرد على الذي اباح الاختلاط في التعليم "هنا"

بينمـا!!
حامد بن عبدالله العلي
بينما يفتتح الصهاينة قبالة الأقصـى متحفا لما أسموه ( الهيكل الثالث ) ويضعون فيه كلَّ أباطيلهم في أحقيتهم الزائفة بالقدس ، ويسارعون في بناء المستوطنات لتهويد القدس ، تقوم سلطة عباس بإفتتاح مسابقة ملكة جمال فلسطين !! وملكة جمال فلسطين الحقيقية هي أم نضال خنساء فلسطين أم الشهداء هنـا
بينما حارب الصهاينة غزة بما أسموه ( الرصاص المصبوب ) ، فصبَّ الله عليها الثبات ، والعزيمة ، حاربوها للقضاء على المقاومة فيها ، اعترفـوا اليوم ، وقبل مضي سنة على هذه الحرب ، بأنَّ المقاومة في غزة ازدادت قوةً ، وإصراراً ، وأصبحت أكثر خطراً ، قال الحق سبحانه : ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب ، قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله ، وما زادهم إلاّ إيماناً وتسليماً ).
وبينما زجت سلطة عباس دايتون بأبطال المقاومة من حركة حماس في سجون الضفة تحت نير التعذيب ، للقضاء على المقاومـة ، ولإسترضاء الصهاينة ، والأمريكان ، اعترفوا أخيرا لو نظمت إنتخابات في الضفة تفوز حماس ، وأنَّ شعبيتها ازدادت أضعافا مضاعفة ، وهذه هـي ثمار الصبـر ، والثبات ، والتضحيـات
بينما يطالب أهل غزة المنكوبين بكلّ أنواع الحصار ، بإنقاذهم من خنق الصهاينة لغزة ، يسارع النظام المصري بالإستجابة ببناء جدار حديدي تحت الأرض في رفح لمنع حفر الأنفاق !!
بينما أعطى عباس كلَّ مافي جعبته ، وجيوبه ، وذمته ، حتى أصبحت خربة من كلِّ شرف ، أعطاه الصهاينة والأمريكيون ، صفعات على وجهه ، بدأت من فضيحة غولدستون ، وإنتهت بتوسيع المستوطنات ، وأخيرا قالت صحيفة التايمز الأمريكية : حان الوقت لتغيير هذا الحمار !!
بينما تنتظر الشعوب العربية عقوداً للتخلص من طاغية ، وكلَّما اشتعل رأسه شيباً استرجعوا أحلامهـم بالتغيير ، والتنفيس ، يفاجئهم هـو بالتوريث !!
بينما تثور الشعوب عندما يمتهن كرامتها الأجنبي المحتل لأرضها ، يثـور آخرون من أجل الكرة ، ثم يظهـر فجأة حرص النظام على كرامة المواطن ، وهو نفسه المواطن الذي تُدخل في دبره العصيّ في سراديب البوليس !!
بينما يمدُّ النظام العربي يده الذليلة بما أسماه السلام للصهاينة ، يبصق الصهاينة في أيديهم من دماء الفلسطينيين ، ويزيدون من إبتلاع أرض فلسطين ، بمشاريع التهويد ،والإستيطان .
بينما حارب التحالف الصهيوصليبي ، ووسائل الإعلام العربية التابعه له ، روح المقاومة ، ولايزال يحاربها ، ويشوه صورة الجهاد على نطاق واسع ، لاتزال الفكرة الجهادية تنتشر في الأمة انتشار النار في الهشيم بحمد الله تعالى.
بينما أشعل الأعداء حربا شعواء على النقاب في مصر ، يزداد في المحروسة أرض الكنانة ، بصورة مذهلة ، حتى إنَّ بعض الأخوات عندما يطلب منها نزع النقاب في صالة الإختبارات النهائية ، ترمي بأوراق الامتحان في وجه الأستاذ ، وتخرج شامخة بنقابها ، فيطلب منها الرجوع مترجيا أن تكمل إختبارها بنقابها ، فالله أكبـر .
بينما حورب التدين ، في تونس حربا لا نظير لها في العالم ، هو آخذ في الإنتشار في الرجال ، والنساء ، والشباب ، والشابات في تونس الحبيبة ، وكذلك المغرب العربي المبارك بأسره ، بحمد الله تعالى .
بينما حظرت الأنظمة الخائفة من الإسلام ، كلمة الحق من المساجد ، وغيرها من تجمّعات المسلمين ولاحقـتها ، رفعها الله تعالى إلى الفضـاء فنزلت على رؤوس الأنظمة من فوق الغلاف الجوي عبر الفضائيـات ، حتى إنَّ بعض الفضائيات تنشر العمليات الجهادية ،
وأدخلها الله تعالى البيوت من وراء الحيطان التي ( لها ودان ! ) فـي أسلاك الهاتف عبر الإنترنت ، فشاعت ، وذاعت ، وانتشرت ، فطوقت ، وحاصرت ، من كان يريد حصارها ، فسبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .
بينما تجتمع (الرمَّة ) الخليجية لترسل رسالة إلى إيران ـ كما تقول ـ اجتازت إيران مسافات بعيدة المدى في إختراق هذه الدول ، وتطويقها ـ لاسيما بعدما أهدتها دول الخليج العراق وأفغانستان مجانـاً !! ـ وخطت خطوات واسعة في سبقها إلى تحصيل وسائل القوة ، والسيطرة ، والتأثير الإقليمي ، والعالمي ، والمعلوم من السياسات الحازمة إرسال الرسائل قبل وقوع الكارثة وليس بعدها ! أما بعدها فالنهوض لحربها ، وقطع دابرها ، وليس إرسال الرسائل !!
بينما تنطلق قوافل إغاثة غـزَّة من لندن ، وتقطع أوربا لتصل إلى غزة ، بعد معاناة في المحطة المصرية ! لاتزال البلاد العربية تفضل التفـرُّج !
بينما يحارب ساسة الغرب الإسلام ، ويمعنـون في تشويه صورته ، حتى حظر المآذن في سويسرا ، والحجاب في فرنسـا ، يزداد الإسلام تألُّقـا ، ويزيد بوتيـرة متصاعدة ، وينتشـر إنتشاراً عجيبا .
بينما يحارب الغرب الجهاد الأفغاني بدعوى القضاء على حركة إرهابية مفسدة ، هو يحمي حكومة كرزاي الفاسدة ، وبإعتراف الناتـو ، وما هي إلاَّ عصابات مجرمة ، وفاسدة ، فإنتشرت المخدرات ، والجرائم ، وإنتهاك حقوق الإنسان في أفغانستان بما لم يسبق له مثيل قـطّ في تاريخهـا!!
وبينما قضي الناتو ثمان سنوات في حربه لحركة طالبان ، وأنفق أكثر من 300 مليار دولار ، هـي لاتزال تذهل العالم بثباتها ، وسرعة إنتشارها ، وحكمتها في إدارة الصراع ، وقدرتها على إبقاء سمعتها ، ومستوى قبولها الشعبي في أفغانستان .
بينما تآمرت أمريكا مع إيران على العراق للقضاء على شموخه بإصراره على مواجهـة الأطماع الصهيوصليبية في المنطقة ، يزداد العراق ثباتا ، وصمودا ، وفخرا بمقاومته للمحـتل ، وإلتفافـا حول مشروع التحرير ، وضرب العراقيون أروع الأمثلة في التاريخ المعاصـر لشعب مجاهد بطل يأبى الإنقيـاد للأجنبي .
بينما أعطت حكومة باكستـان كلِّ شيء لإرضاء أمريكا ، تسعى أمريكا لتفكيك باكستان ، وإضعافها ، وتمكين الهند ـ عدو باكستان التقليدي ـ من التفوُّق على باكستـان ، وعندما أغرت أمريكا الحكومة الباكستانية لكي تقتل شعبها في وادي سوات ، ووزيرستان إرضاء لرغبة أوباما في كسب سياسي ، عاد عليها فعلُها بالويل والثـبور ، حتى قال وزير داخلية باكستان إن الهند تقوم بعمليات تفجير للتخريب في باكستان !
بينما تسارع إيران بنشر الفكر الباطني المسيَّس، وتنفق عليه المليارات ، لتحارب الدول السنية ، وتنشئ من وسائل الإعلام عددا هائلا لتحقيق هذا الهدف ، تكتفي هذه الدول بالتفرج على قناة واحدة هي قناة (صفا) المباركة ـ مؤسسها هو شخص غيور على دينه ـ والحال أن إمكانات فتح عشر قنوات فضائية مثل (صفا) سهلة ، وميسرة.
بينما تبدأ المجتمعات بخطوات الإصلاح ، بالإصلاح السياسي وذلك بكسر إحتكار السلطة وتوريثها ، إلى توسيع دائرة إشراك النخب ، وأهل المشورة ، وتمكين أهل الأمانة من إدارة الدولة ، ومحاسبة السلطة برقابة علنية ، وإطلاق حرية التعبير ، وبالإصلاح المالي بمحاربة الفساد ، ووقف الإستئثار بالثروة ، والقضاء على البطالة ، وتوفير فرص العمل ، والحياة الكريمة لضعفاء المجتمع ، والإصلاح الإجتماعي بنشر العدالة الإجتماعية ، وحفظ حقوق الإنسان ، والإصلاح القضائي ، وبتطوير الخدمات العامة ، والبنية التحتية .
بينما تبدأ المجتمعات بخطوات الإصلاح بهذه الأمور ، نبدأ نحن بـ (تخليط) الشباب بالشابات في التعليم !! وكلُّ شيء سواه في ضياع !! يا لهـا من عبقرية في اللحاق بالعصر !!
بينما تفرح المجتمعات بالإنجازات ، والتنمية ، وتحقيق التطور ، وتحسين أحوال الشعوب ، طار الكويتيون فرحـاً لمجرد أنَّ رئيس الحكومـة ( صعد منصة ) ، والحال أنَّ كلّ شيءٍ على ما هو عليه من سوء إدارة الدولة ، وإنتشار الفساد ، وتردِّي الخدمات ، فما الفائدة ؟! والله شيء عجيب فعلا !
وعندما طلب منّي بعض المتابعين للشأن المحلي تعليقا على العملية السياسية في الكويت ، قلت له : لا ترقى إلى أن توصف بعملية ، هي عبث سياسي ، صوته عالٍ ، وإنجازاته موهومة ، وذلك مثل ربة بيت تسمع جعجعتها طوال الصباح في المطبخ ، وقرقعـة أصوات الأواني لا تخفى على الجيران ، وعند يجيء وقت الغداء لاغـداء لبيتها !!
بينما ثمة أمور كثيرة لها داع في الحياة ، هناك أمور ليس لها داع ، مثلا آلة الطباعة القديمة ، ودفتر الجيب لأرقام الهواتف ، وجامعة الدول العربية ، والجيوش العربية ، ومجلس التعاون الخليجي ، والأحسن أن نقول : النظام العربي الرسمي برمّته !
الله المستعان ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصيـر


Labels:

خلل الموازين

خلل الموازين..!

مقال قديم كتب منذ قرابة الشهر ونصف

خلل الموازين...عندما..!
عندما تثور الفضائيات ويثور الدعاة والعلماء لاسبوعين كاملين او اكثر وتشحذ طاقة الوف الشباب على الانترنت وغيره من اجل الرد على من لا يستحق بشان النقاب.. في حين لا نسمع من شخص واحد كلمة واحدة في 40 الف اسرة تعيش في العراء في قطاع غزة بسبب عدم السماح بادخال الاسمنت والحديد ومواد البناء منذ الحرب على غزة..!

يا ترى لو تم حشد كل هذه الطاقات التى حشدت في معركة النقاب-- في حملة ضخمة لحث الناس على التبرع وللضغط من اجل ادخال مواد البناء ل 40 الف اسرة تعيش في الخيام... بانتظار شتاء وبرد قارص وامطار منهمرة ..كان سيتغير تماماً..!

خلل كارثي ان يتنفض الالوف من اجل نقاب يغطي الوجه --وهو حقهم--.. فيما ينظرون بصمت ولا مبالاة لاخوات يعشن في العراء بلا دورات مياة وبلا اى خصوصية وبلا اى حرمة للنساء..!

والمشاكل الداخلية للاخوان وتصعيد العريان... والتجهيز لانتخابات العام القادم... ينشغل بها الجميع وينسون الاصل..!

والاقصى... تقوم الدنيا ولا تقعد من اجل النقاب.. وصمت غريب لما يحدث للاقصى..!

حقيقة خلل رهيب.. خلل كارثي..!

ربما لو سالت عشرات الشباب عن حال اهل غزة الان سيجيبك بانه لا يعرف...!

اى خلل هذا..!

مشكلة.. بل كارثة.. عدم تقدير الامور والاولويات حق تقديرها.. وعدم اعطاء كل امر حجمه..!

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: (ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً) رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/630.

لو فهمنا واستوعبنا هذا الحديث.. لحلت المشكلة...!
فاعجب من امة تنتفض لرسومات ولا تنتفض لالوف يقتلون..!
واعجب من امة تنتفض لنقاب... ولا تنتفض ل 40 الف اسرة تعيش في العراء..!

الشتاء قادم... تذكر هذا وانت تتدفئ تحت الاغطية... في بيتك وسريرك المريح.. فيما غيرك ينامون في العراء..!
فقط تذكر انك مطالب ان تتحرك لهم مائة ضعف ما تحركت للنقاب ولفريقك داخل الاخوان ...!

خلل كارثي.. قاتل..!

**هذا لا يعني تقليلنا من اهمية انتفاضة الامة من اجل الرسومات او النقاب او غيره... لكننا نستنكر الخلل في الموازين الذي يجعل البعض يبذل اقصى جهده من اجل الرد على من لا قيمه له.. في حين ينظر بلا مبالاة لاناس تقتل والوف تعيش في العراء دون ان يفعل لهم شيئاً ويتصنع العجز
...!







معذرة هل حدثتكم عن الذباب ام نسيت؟؟؟؟

يا ترى كيف يضع كل منا طفلته... وهل يرضى لهذا الذباب ان يقترب منها..!





معذرة... نسيت ان احدثكم.. عن مياههم المثلجة...!



وعن مدارسهم الفاخرة...!



وعن بيوتهم التى لا تنتهي غرفها....!







اما هذا... فهو البلكونة الخاصة بقصورهم..!









معذرة نسيت ان احدثكم عن مساجدهم....!









اما الاقصى...!


صور الحفريات ,,,,تحت الاقصى ,,,,

[][/IMG]

[IM
[

[IMG][/IMG]

[IMG][/IMG]

][/



[/

[IMG]

]



[IMG][/IMG]

[IMG][/IMG]

[IMG][/IMG]

[IMG][/IMG]

[IMG][/IMG]

[IMG][/IMG]

[IMG][/IMG]

Labels:

اليقين...!ـ

اليقين..!

إليها.. اخت من الاقاليم.. من عائلة بسيطة.. ليس لها واسطة في هذه الدنيا ولا حامي الا الله عزوجل.. ثم يصدر هذا القرار.. فترتبك.. تتالم.. لا تدري ماذا تفعل..!

اليها..اخت اخرى.. ارتدت النقاب بعد حرب مع اهلها..حتى اصبحت وحدها في صف والعائلة في صف ثم جاء هذا القرار ليكون الفصل في قرار العائلة ومبرراً لها...فتكون وحدها.. ليس لها الا الله عزوجل..!

اليه.. اخ.. في زمن الازمة المالية الحالية وفي ظل توقف معظم الشركات العالمية عن قبول افراد جدد.. ثم يترائى له فرصة هنا وهناك.. فمؤهلاته تجعل الكل يريده.. لكنه حين يذهب ويتجاوز الانترفيوهات واحدة تلو الاخرى بنجاح.. تاتي الاخيرة تصدمه عبارة.."نحن نريدك بشدة..لكن من فضلك.. احلق لحيتك.."..

اليه.. اخ اخر وربما هو نفسه من تكرر معه الحالتين..يجد هذا البنك وذاك يعرضون عليه مرتبات تفوق مثيلاتها..فتخالطه المشاعر والافكار..وثالث يجد كل ما حوله فساد في فساد ورشئ وغش..وربما تخاطره خواطره.. يعني انت الي هتصلح الدنيا...!!

اليهم جميعاً والى غيرهم. ممن يتعرضون للابتلاء في سبيل الله عزوجل..رسالة ثبات..!

آلمني بشدة ما يحدث الان.. اخوات ربما على اعتاب الانتهاء من كلية طب بعد معاناة ومشقات.. وغيرهن.. يتعرضن لاقصى معاناة.. فهم بين نار الاهل.. وبين نار الكلية..!

ويؤلم اكثر.. هؤلاء الفتيات البسيطات الفقيرات.. اللواتي ليس لهن ملجا الا الله عزوجل ورحمته..!

كم تؤلم هذه الاخبار.. وكم تؤلم هذه الفيديوهات التى تبثها القنوات عن معاناتهم..!

ربما ينظر الكثيرون الى هذا الامر ببعض التهوين.. ويقول "ما يخلعوه وقت الامتحانات وخلاص".. والامر ليس كذلك مطلقاً.. وربما لا ينفع معه الشرح.. القصة ان الاغلب سواء من ياخذون بفرضيته او استحبابه.. يرون ان هذا الامر شئ اساسي في حياتي.. لا يمكن تخيل النزول بدونه مثلاً..!

نفس الامر الذي يحدث عندما تؤمر انت شخص بحلق لحيته ... الامر ليس سهلاً عليه ومن الصعب عليه تنفيذ هذا الامر بشدة..!

لكن والله لهذا الامر حلاوة لا تجدها في شئ اخر.. مسالة استشعار انك تبتلى في سبيل الله عزوجل.. استشعار انك تبتلي لانك تسير في طريق الله عزوجل.. استشعار انك ربما يعني ان ثبت على هذا الابتلاء البسيط الذي لا يقارن بما عاناه الصحابة.. ربما يعني تحاول اللحاق بهم وتلتمس السير على طريقهم..!


فتقابلين عائشة وسمية وام سلمة وغيرهن.. وتقابل انت خالد وطلحة وابو عبيدة وابو بكر والفاروق وحمزة.. وربما تتوارى خجلاً وتقول ياليت مزيداً من الابتلاءات.. ولكن تشرح لهن وانت كلك خجل عن جهدك المتواضع المقصر لكي تسير على دربهم... وكيف ان كل الناس كانت تسير في طريق... وثبتك الله عزوجل فكنت صامداً قوياً معتصماً بالله عزوجل في وجه الطوفان..!

تجد في قلبك حلاوة الانس بالله عزوجل والبكاء بين يديه والاعتصام به.. وتستشعر روح الصلاة من كل قلبك.. وانت تحمده وتسبحه.. وتسجد بين يديه.. وتدعوه من كل قلبك وتناجيه..حلاوة الانس به.. وقت ان تستوحش بين الناس.. فيهاجمك هذا ويطعن فيك ذاك ويتهمك ثالث بالتشدد..!

حلاوة الانس به هذه.. لا تشترى بمال الدنيا.. ولا توصف.. حين تستشعر هي ضغط الاهل وظلم القرارات وسوء التعامل في المجتمع.. فتؤوي اليه في جنح الليل في غرفتها.. لتناجيه وتبث شكواها وتعاهده على عدم التنازل..!

حلاوة الانس حين تترك بارادتك اسماء كبرى بل هي الاكبر كنت تتمنى العمل معها.. فقط له..لكي يرضى..!

حلاوة الانس..حين تستشعر الغربة في مجتمعك.. بين اهلك .. واصدقائك.. وزملائك في العمل... ثم تنتظر بفارغ الصبر سجود بين يديه...لتخبره.. انك راض.. مستلذ بطاعته..!

يحضرني دوماً قول السيدة هاجر "آلله.. امرك بهذا...؟!".. فتكون الاجابة الواثقة ..."اذن لن يضيعنا الله.."..!

يعني انتى متخيل ترحله وتلجا اليه وتبكي بين يديه.. وتناجيه... ثم يخذلك... حاشاه والله..!

وهل تتخيل نفسك تبتلى في سبيله.. ثم يتركك.. ويخذلك.. حاشاه والله.. اين ظنك به "انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء.."..!

والله ما كان ليخذلك وانت تطيعه.. وما كان ليخذلك وانت تسعى لارضائه.. وما كان ليخذلك وانت تقف بصمود في وجه كل من يعاديه وتقول له من اجلك فقط ربي..!


بس نكون عندنا يقين بجد.. مش يقين باللسان فقط.. والقلب فيه جرح ولسان حاله يقول طب ده انا ماشي كويس ليه اتبهدل والماشين غلط ميحصلهمش حاجة ويكون هناك عدم رضا من القلب وعلى لسانه ينكر ذلك قطعاً.. يقول بن القيم في هذه المسالة "ونفسه تشهد عليه بذلك ولسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش وتغلل في معرفة خبائن النفس راى ذلك فيها كامنا..!"...

والله ما لجات له يوماً متيقناً به اخذاً بالاسباب وخذلني..وانظر انت ايضاً وستجد كذلك..!!!

ثم انك تجد وانت في وسط المعمعة ووسط الابتلاء.. تستشعر وكانك تجد لفتات حانية.. من الحنان المنان..!

قد تكون بسيطة.. لكنها تذكرك دوماً بالحنان وتثبتك وقت ان يكون قلبك يحتاج الى مزيد من الاطمئنان والتثبيت..!

عن تجربة شخصية.. منذ قرابة شهر ازاداد الضغط بشدة على في مسالة اللحية وكان كل ما ياتيني من وظائف اما لها علاقة ببنوك او حلق لحية.. وكلها بعد ان تجتاز امتحانتها.. ساعتها مرت علي عدة ايام كنت متضايقاً بشدة حتى انى اذكر انى كنت في قسم الشرطة مرة مع شقيقتي لتخرج البطاقة..فالرجل نظر الى بطاقتي بدون لحية وحاول الاستخفاف وهو يقارن بين الصورة والشخص.. اعتقد انه بعد ما حدث له سيتعلم التدقيق جيداً في كل حرف حين يخاطب ملتحي بعد ذلك.. الرجل ذهل من رد الفعل واظنه قد تعلم الدرس جيداً..في الحقيقة ندمت على ما فعلته معه هكذا فليست من شيمنا الرد بهذه القسوة وهذا العنف في الحديث.. لكن الضغوط كانت ثقيلة بالفعل ولم يكن الامر يحتمل.. المهم وسط كل هذه الامور بعد هذا الامر بيومين.. كنت واقفاً صف ثاني امام سوبر ماركتش شهير منتظر شقيقتي والدنيا زحمة امامه دوماً ودوماً بجواره يقف امناء شرطة المرور.. فعندما وقفت جائني احدهم كان كبيراً في السن قليلاً.. ظننت في البداية انه سيطلب مني الانصراف.. الا انه وقف بجوار الزجاج وقال بابتسامة فيها مودة.. هو حضرتك شيخ ؟.. قلتله لا انا مهندس.. قالي "اصل انا بحبكم اوي "يقصد الملتحين".. والله بحبكم اوي من كل قلبي... وجيت بس عشان اقلك كده.."ثم انصرف ..انا ذهلت.. وكانه اتى ليوصل رسالة وينصرف..!

يااااا الله..والله كأن كلماته نزلت برداً وسلاماً على قلبي..كنت اود ان انزل من السيارة واقبل راسه واقول له جزاك الله عني خيراً..موقف بسيط للغاية.. لكنه في غاية التاثير.. يثبت القلب..!


ودون الدخول في تفاصيل تتوالي هذه المثبتات واحدة تلو الاخرى وانت تستشعرها .. في لفتات حانية.. من الله عزوجل.. انه معنا ولن يتركنا.. او يخذلنا..واسالوا اى اخت تتعرض لابتلاء النقاب هذا وستقول لكم انه ربما تعيش لحظات افتقدتها منذ فترة طويلة..!

ستمضي الايام.. وستذكرين جيداً هذه الايام مع صحبياتك وتضحكون على مواقف عصيبة مرت عليكم.. لكنها ستمر وباذن الله وانتِ ثابتة... وستمر باذن الله وانت ثابت.. لا تتردد ولا تتنازل.. ولا تكون لقمة سائغة لمن اعلن العداء لله عزوجل..!


ستثبتين وتختارين ارضاء الله عزوجل.. وهو يقيناً سينصرك.. فهم قوى واهنة ضعيفة.. يقول الاستاذ سيد "فما تكون الأرض كلها ؟ وما يكون الناس ؟ وما تكون القيم السائدة في الأرض ؟ والاعتبارات الشائعة عند الناس ؟ وهو من الله يتلقى ، وإلى الله يرجع ، وعلى منهجه يسير ؟"

انتِ في صف الله عزوجل فما يضيرك بعد هذا..؟.. فاثبتي بالله عليك.. اثبتي فكل من حولك ينظرون اليك.. ويعجبون من ثباتك على الحق في وقت اثر فيه الجميع السلامة..!.. اثبتي رعاك الله.. واثبت اخي فوالله سيعوضك الله يقيناً..!

اخي تراك ان فعلت ما يريدون..ايهون عليك بهذه البساطة ان تتخلى عن معسكر الله عزوجل.. ايهون عليك..؟! ثم اعلم انك ان تنازلت مرة.. فلن تستطيع وقف التنازل ابداً.. وصدقني ان استمررت في التنازل.. فلن تنال ما تريد ايضاً من الدنيا.. وستخسر الدنيا والاخرة..!

يقول الاستاذ سيد رحمه الله"والانحراف الطفيف في أول الطريق ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق . وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزء منها ولو يسير , وفي إغفال طرف منها ولوضئيل , لا يملك أن يقف عند ما سلم به أول مرة . لأن استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلى الوراء !
والمسألة مسألة إيمان بالدعوة كلها . فالذي ينزل عن جزء منها مهما صغر , والذي يسكت عن طرف منها مهما ضؤل , لا يمكن أن يكون مؤمنا بدعوته حق الإيمان . فكل جانب من جوانب الدعوة في نظر المؤمن هو حق كالآخر . وليس فيها ما يمكن الاستغناء عنه , وهي كل متكامل يفقد خصائصه كلهاحين يفقد أحد أجزائه . كالمركب يفقد خواصه كلها إذا فقد أحد عناصره !" من الظلال بتصرف يسير


اخي.. حبيبي في الله عزوجل.. اختنا الفاضلة.. كلمة لنفسي قبلكم.. اثبتوا بالله عليكم.. لا نريد ان نزل في اول الطريق..

قلة يريدون سلامة المنهج..............والكثرة يريدون منهج السلامة..!!!

فان شئت ان تسير مع الغثاء فهذا شانك.. وان شئت ان تكون مع القلة المتفردة فهذة والله نعمة ما بعدها نعمة فلا تفرط فيها..فهلا قابلت النبي صلى الله عليه وقد كتبت في هذه القلة..!!!

--

Labels: ,

انك انت الاعلى..!ـ

السلام عليكم..!
------------------------------
-------------------------
----------------------------------------------------------------------
مسالة النقاب
للاسف للمرة المليون اختلف مع معاجلة مشايخنا للامر..من ثلاث جهات.. الاولى مسالة الاهل وعدم مراعاة الصدام الشديد لما يحدث من قبل الاخت معهم.. فبكل بساطة يقولون اقعدي في بيتك.. فهل هذا هو الحل..؟ مسالة ترك الدراسة هذه بالنسبة للاهالي الان امر شبه محرم..وفي اغلب الحالات لن يتم الموافقة عليه..فبالتالي لا ينبغي التعامل مع الامر بهذه السهولة وكانها لو ارادت هذا ستفعل ما تريد مباشرة..الامر يحتاج الى واقعية اكثر يا مشايخنا..!
الثانية الاستسلام: والدعوة الى الدعاء والانكسار وو.. وهذا لا شك يقيناً هو لب الموضوع واصله.. لكن ليس معقولاً ان اكتفي به واضع ايدي على خدي.. اين الاخذ بالاسباب..؟؟ ببساطة قضية واحدة وللمحامين طرق في القضاء المستعجل تاخذ حكم قبل الامتحانات والحكم فيها مضمون باذن الله تعالى لانه صدرت احكام مشابهة قبل ذلك كما التحدث مع اكبر عدد ممكن من المعيدين واساتذة الجامعات وبالفعل العديد منهم لن ينفذوه فحملة قوية للحديث مع هؤلاء ينهي الامر... لكن انى احط ايدي على خدي واقول ادعوا وفقط.. فهذا قمة التواكل وقمة المسكنة.. ومينفعش في الزمن ده.. ده زمن عليك ان تواجه الهجوم باشد منه وتكون صلباً قوياً لا تهتز.. وكلما حاولوا الضرب فيك اوجعتهم باشد منها وجعلتهم يرون انك تتعامل معهم من منطلق الند القوي وليس الضعيف..!
الثالثة: التضخيم في معاجلة الامر كالعادة والانسياق وراء مايريدون منا ان ننساق وراءه.. للشيخ الشحات مقال على صوت السلف بعنوان "الاقصى من لم ينشغل عنه باللهو شغلوه بالجد" وهو يقصد امر النقاب..وفي الحقيقة اختلف معه.. هذا الامر لو تعاملت معه الحركة الاسلامية بذكاء بعيداً عن الشعبوية وعدم تحديد الهدف لاصابت ما تريد في مقتل وفي نفس الوقت وضعت الامر في حجمه "لو تذكرون الخريطة التى ذكرتها في المقال السابق"..الامة الان تعاني ازمات في غاية القوة.. تخلف علمي شديد وحصار محكم على غزة وعراق يستفرد به من قبل عملاء الصليبين ومجاهدون افغان يكاد لهم وهم في طريقهم للانتصار وازمات قتالية داخلية في البلد الاسلامي النووي الوحيد "باكستان" واقصى يتعرض للهدم.. كل هذه المشاكل العظام ونحن منذ شهرين نتكلم على النقاب.. كارثة والله.. كيف ننقاد لها بهذه السذاجة..!

في النهاية الذي ياتي كل هذا الامر على راسه.. هي الاخت التى بين نارين.. بين نار الاهل.. وبين نار خلع النقاب..!
قد يعتقد الكثيرون ان مسالة خلع النقاب هذه مسالة يسيرة.. انا نفسي في وقت من الاوقات كنت بقول الناس الي بتتعرض للاذى الشديد ممكن تحط كمامة في الاوقات الي بتتعرض فيها للاذى زي دخول الامتحان مثلاً وتخلص نفسها.. لكني حينما تعرض لمواقف اريد مني فيها ان احلق لحيتي.. فعلاً حسيت بالموقف.. القصة ابداً مش قصة شعيرات على الوجه او قماش على الوجه.. اطلاقاً والله.. القصة اصبحت حياة..بلا مبالغة.. يتعرض لضغوط في الرزق وتجده لا يبالي اطلاقاً وهو يرفض من الوظيفة تلو الاخرى بسبب لحيته وتتعرض فيها اخوات للاذى الشديد ولا يخلعن نقابهن.. الامر فعلاً قد يجعله البعض هيناً لكن لا يعلم عند اصحابه ما تمثله لهم هذه اللحية او هذا النقاب...!
لكن حقيقة.. والله مع هذه الابتلاءات.. يعيش المرء احلى لحظاته مع الله عزوجل.. احلى لحظات الانكسار والانابة اليه بعد ان قسى القلب.. تعود اليه وانت تعلم يقيناً انه لا ملجا لك الا اليه..وما احلاها من لحظات ينبغي عليها الشكر فهي تجدد الايمان وسط هذه الدنيا التى تجعل القلب يقسو..!

حاولت ان اكتب اكثر.. لكني في هذا المقام.. افسح المجال لاستاذي رحمه الله.. ومع فصل من اروع ما كتب.. ارسلته قبل ذلك.. لكنه ملائم وبشدة لهذا الموقف..هو مهم للتعامل مع من يحاول ان يجعلك تنكسر.. الاستعلاء.... اترككم مع الاستعلاء للاستاذ سيد قطب رحمه الله..!


استعلاء الإيمان

{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } [آل عمران : 6]

أول ما يتبادر إلى الذهن من هذا التوجيه أنه ينصب على حالة الجهاد الممثلة في القتال . . ولكن حقيقة هذا التوجيه ومداه أكبر وأبعد من هذه الحالة المفردة ، بكل ملابساتها الكثيرة .

إنه يمثل الحالة الدائمة التي ينبغي أن يكون عليها شعور المؤمن وتصوره وتقديره للأشياء والأحداث والقيم والأشخاص سواء .

إنه يمثل حالة الاستعلاء التي يجب أن تستقر عليها نفس المؤمن إزاء كل شيء ، وكل وضع ، وكل قيمة ، وكل أحد ، الاستعلاء بالإيمان وقيمه على جميع القيم المنبثقة من أصل غير أصل الإيمان .

الاستعلاء على قوى الأرض الحائدة عن منهج الإيمان . وعلى قيم الأرض التي لم تنبثق من أصل الإيمان .وعلى تقاليد الأرض التي لم يصغها الإيمان ، وعلى قوانين الأرض التي لم يشرعها الإيمان ، وعلى أوضاع الأرض التي لم ينشئها الإيمان .

الاستعلاء . . مع ضعف القوة ، وقلة العدد ، وفقر المال ، كالاستعلاء مع القوة والكثرة والغنى على السواء .

الاستعلاء الذي لا يتهاوى أمام قوة باغية ، ولا عرف اجتماعي ولا تشريع باطل ، ولا وضع مقبول عند الناس ولا سند له من الإيمان .

وليست حالة التماسك والثبات في الجهاد إلا حالة واحدة من حالات الاستعلاء التي يشملها هذا التوجيه الإلهي العظيم .

***

والاستعلاء بالإيمان ليس مجرد عزمة مفردة ، ولا نخوة دافعة ، ولا حماسة فائرة ، إنما هو الاستعلاء القائم على الحق الثابت المركوز في طبيعة الوجود . الحق الباقي وراء منطق القوة ، وتصور البيئة ، واصطلاح المجتمع ، وتعارف الناس ، لأنه موصول بالله الحي الذي لا يموت .

إن للمجتمع منطقه السائد وعرفه العام وضغطه الساحق ووزنه الثقيل . . على من ليس يحتمي منه بركن ركين ، وعلى من يواجهه بلا سند متين . . . وللتصورات السائدة والأفكار الشائعة إيحاؤهما الذي يصعب التخلص منه بغير الاستقرار على حقيقة تصغر في ظلها تلك التصورات والأفكار ، والاستمداد من مصدر أعلى وأكبر وأقوى .

والذي يقف في وجه المجتمع ، ومنطقه السائد ، وعرفه العام ، وقيمه واعتباراته ، وأفكاره وتصوراته ، وانحرافاته ونزواته . . يشعر بالغربة كما يشعر بالوهن ، ما لم يكن يستند إلى سند أقوى من الناس ، وأثبت من الأرض ، وأكرم من الحياة .

والله لا يترك المؤمن وحيدا يواجه الضغط ، وينوء به الثقل ، ويهدها الوهن والحزن ، ومن ثم يجيء هذا التوجيه :

{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } [ آل عمران : 139]

يجيء هذا التوجيه . ليواجه الوهن كما يواجه الحزن . هما الشعوران المباشران اللذان يساوران النفس في هذا المقام . . يواجههما بالاستعلاء لا بمجرد الصبر والثبات ، والاستعلاء الذي ينظر من عل إلى القوة الطاغية ، والقيم السائدة ، والتصورات الشائعة ، والاعتبارات والأوضاع والتقاليد والعادات ، والجماهير المتجمعة على الضلال .

إن المؤمن هو الأعلى . . الأعلى سندا ومصدرا . . فما تكون الأرض كلها ؟ وما يكون الناس ؟ وما تكون القيم السائدة في الأرض ؟ والاعتبارات الشائعة عند الناس ؟ وهو من الله يتلقى ، وإلى الله يرجع ، وعلى منهجه يسير ؟

وهو الأعلى إدراكا وتصورا لحقيقة الوجود . . فالإيمان بالله الواحد في هذه الصورة التي جاء بها الإسلام هو أكمل صورة للمعرفة بالحقيقة الكبرى . وحين تقاس هذه الصورة إلى ذلك الركام من التصورات والعقائد والمذاهب ، سواء ما جاءت به الفلسفات الكبرى قديما ، وما انتهت إليه العقائد الوثنية والكتابية المحرفة ، وما اعتفسته المذاهب المادية الكالحة . . حين تقاس هذه الصورة المشرقة الواضحة الجميلة المتناسقة ، إلى ذلك الركام وهذه التعسفات ، تتجلى عظمة العقيدة الإسلامية كما لم تتجلى قط . وما من شك ان الذين يعرفون هذه المعرفة هم الأعلون على كل من هناك ([1]) .

وهو الأعلى تصورا للقيم والموازين التي توزن بها الحياة والأحداث والأشياء والأشخاص . فالعقيدة المنبثقة عن المعرفة بالله ، بصفاته كما جاء بها الإسلام ، ومن المعرفة بحقائق القيم في الوجود الكبير لا في ميدان الأرض الصغير . هذه العقيدة من شانها أن تمنح المؤمن تصورا للقيم أعلى وأضبط من تلك الموازين المختلفة في أيدي البشر ، الذين لا يدركون إلا ما تحت أقدامهم . ولا يثبتون على ميزان واحد في الجيل الواحد . بل في الأمة الواحدة . بل في النفس الواحدة من حين إلى حين .

وهو الأعلى ضميرا وشعورا ، وخلقا وسلوكا . . فإن عقيدته في الله ذي الأسماء الحسنى والصفات المثلى ، هي بذاتها موحية بالرفعة والنظافة والطهارة والعفة والتقوى ، والعمل الصالح والخلافة الراشدة . فضلا على إيحاء العقيدة عن الجزاء في الآخرة . الجزاء الذي تهون أمامه متاعب الدنيا وآلامها جميعا .
ويطمئن إليه ضمير المؤمن . ولو خرج من الدنيا بغير نصيب .

وهو الأعلى شريعة ونظاما . وحين يراجع المؤمن كل ما عرفته البشرية قديما وحديثا ، ويقيسه إلى شريعته ونظامه ، فسيراه كله أشبه شيء بمحاولات الأطفال وخبط العميان ، إلى جانب الشريعة الناضجة والنظام الكامل . وسينظر إلى البشرية الضالة من عل في عطف وإشفاق على بؤسها وشقوتها ، ولا يجد في نفسه إلا الاستعلاء على الشقوة والضلال .

***

وهكذا كان المسلمون الأوائل يقفون أمام المظاهر الجوفاء ، والقوى المنتفخة ، والاعتبارات التي كانت تتعبد الناس في الجاهلية . . والجاهلية ليست فترة من الزمان ، وإنما هي حالة من الحالات تتكرر كلما انحرف المجتمع عن نهج الإسلام ، في الماضي والحاضر والمستقبل على السواء . .

وهكذا وقف المغيرة ابن شعبة أمام صور الجاهلية وأوضاعها وقيمها وتصوراتها في معسكر رستم قائد الفرس المشهور :

(( عن أبي عثمان النهدي قال : لما جاء المغيرة إلى القنطرة ، فعبرها إلى أهل فارس أجلسوه ، واستأذنوا رستم في إجازته ، ولم يغيروا من شارتهم تقوية لتهاونهم ، فأقبل المغيرة ابن شعبة والقوم في زيهم ، عليهم التيجان والثياب المنسوجة بالذهب ، وبسطهم على غلوة - والغلوة مسافة رمية سهم وتقدر بثلاثمائة أو أربعمائة خطوة - لا يصل إلى صاحبهم حتى يمشي على غلوة ، وأقبل المغيرة وله أربع ضفائر يمشي حتى يجلس على سريره ووسادته ، فوثبوا عليه فترتروه وأنزاوه ومغثوه ([2]) ، فقال : كانت تبلغنا عنكم الأحلام ، ولا أرى قوما اسفه منكم ، انا معشر العرب سواء لا يستعبد بعضنا بعضا ، إلا أن يكون محاربا لصاحبه ، فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى . وكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني ان بعضكم أرباب بعض ، وان هذا الأمر لا يستقيم فيكم ، فلا تصنعه ، ولم آتكم ولكن دعوتموني . اليوم علمت ان أمركم مضمحل ، وأنكم مغلوبون ، وأن ملكا لا يقوم على هذه السيرة ولا على هذه العقول )) .

كذلك وقف ربعي بن عامر مع رستم هذا وحاشيته قبل وقعة القادسية :

(( أرسل سعد بن أبي وقاص قبل القادسية ربعي بن عامر رسولا إلى رستم ، قائد الجيوش الفارسية وأميرهم ، فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق والزرابي والحرير [3] وأظهر اليواقيت واللآلىء الثمينة العظيمة ، وعليه تاجه ، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة ، وقد جلس على سرير من ذهب ، ودخل ربعي بثياب صفيقة وترس وفرس قصيرة . ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد . وأقبل وعليه سلاحه وبيضته على رأسه . فقالوا له : ضع سلاحك . فقال : اني لم آتكم ، وإنما جئتكم حين دعوتموني ، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت . فقال رستم : ائذنوا له . فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق لخرق عامتها . فقال رستم : ما جاء بكم ؟ فقال : الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام )) .

وتتبدل الأحوال ويقف المسلم موقف المغلوب المجرد من القوة المادية ، فلا يفارقه شعوره بأنه الأعلى . وينظر إلى غالبه من عل ما دام مؤمنا . ويستيقن أنها فترة وتمضي ، وإن للإيمان كرة لا مفر منها . وهبها كانت القاضية فإنه لا يحني لها رأسا . إن الناس كلهم يموتون أما هو فيستشهد . وهو يغادر هذه الأرض إلى الجنة ، وغالبه يغادرها إلى النار . وشتان شتان . وهو يسمع نداء ربه الكريم :

{ لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد * لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار } [ آل عمران : 196-198]

وتسود المجتمع عقائد وتصورات وقيم وأوضاع كلها مغاير لعقيدته وتصوره وقيمه وموازينه ، فلا يفارقه شعوره بأنه الأعلى ، وبأن هؤلاء كلهم في الموقف الدون . وينظر إليهم من عل في كرامة واعتزاز ، وفي رحمة كذلك وعطف ، ورغبة في هدايتهم إلى الخير الذي معه ، ورفعهم إلى الأفق الذي يعيش فيه .

ويضج الباطل ويصخب ، ويرفع صوته وينفش ريشه ، وتحيط به الهالات المصطنعة التي تغشي على الأبصار والبصائر ، فلا ترى ما وراء الهالات من قبح شائه دميم ، وفجر كالح لئيم . . وينظر المؤمن من عل إلى الباطل المنتفش ، وإلى الجموع المخدوعة ، فلا يهن ولا يحزن ، ولا ينقص إصراره على الحق الذي معه ، وثباته على المنهج الذي يتبعه ، ولا تضعف رغبته كذلك في هداية الضالين والمخدوعين .

ويغرق المجتمع في شهواته الهابطة ، ويمضي مع نزواته الخليعة ويلصق بالوحل والطين ، حاسبا انه يستمتع وينطلق من الأغلال والقيود . وتعز في مثل هذا المجتمع كل متعة بريئة وكل طيبة حلال ، ولا يبقى إلا المشروع الآسن ، وإلا الوحل والطين . . وينظر المؤمن من عل إلى الغارقين في الوحل اللاصقين بالطين . . وهو مفرد وحيد ، فلا يهن ولا يحزن ، ولا تراوده نفسه أن يخلع رداءه النظيف الطاهر ، وينغمس في الحمأة ، وهو الأعلى بمتعة الإيمان ولذة اليقين .

ويقف المؤمن قابضا على دينه كالقابض على الجمر في المجتمع الشارد عن الدين ، وعن الفضيلة ، وعن القيم العليا ، وعن الاهتمامات النبيلة ، وعن كل ما هو طاهر نظيف جميل . . ويقف الآخرون هازئين بوقفته ، ساخرين من تصوراته ، ضاحكين من قيمه . . فما يهن المؤمن وهو ينظر من عل إلى الساخرين والهازئين والضاحكين ، وهو يقول كما قال واحد من الرهط الكرام الذين سبقوه في موكب الإيمان العريق الوضئ ، في الطريق اللاحب الطويل . . نوح عليه السلام . .

{ إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون } [ هود : 38]

وهو يرى نهاية الموكب الوضئ . ونهاية القافلة البائسة في قوله تعالى :

{ الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون . . وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين . . وإذا رأوهم قالوا : إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين . . فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون . . على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ! } [ المطففين : 29-36 ]

وقديما قص القرآن الكريم قول الكافرين للمؤمنين :

{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا : أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا ؟} .. [ مريم : 73]

أي الفريقين ؟ الكبراء الذين لا يؤمنون بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ؟ أم الفقراء الذين يلتفون حوله ؟ أي الفريقين ؟ النضر بن الحارث وعمرو بن هشام والوليد بن المغيرة وأبو سفيان بن حرب ؟ أم بلال وعمار وصهيب وخباب ؟ أفلوا كان ما يدعو إليه محمد - صلى الله عليه وسلم - خيرا أفكان أتباعه يكونون هم هؤلاء النفر ، الذين لا سلطان لهم في قريش ولا خطر ، وهم يجتمعون في بيت متواضع كذار الأرقم ، ويكون معارضوه هم أولئك أصحاب الندوة الفخمة الضخمة ، والمجد والجاه والسلطان ؟!

إنه منطق الأرض ، منطق المحجوبين عن الآفاق العليا في كل زمان ومكان . وإنها لحكمة الله أن تقف العقيدة مجردة من الزينة والطلاء عاطلة من عوامل الإغراء ، لا قربى من حاكم ، ولا اعتزاز بسلطان ، ولا هتاف بلذة ، ولا دغدغة لغريزة ، وإنما هو الجهد والمشقة والجهاد والاستشهاد . . ليقبل عليها من يقبل ، وهو على يقين من نفسه أنه يريدها لذاتها خالصة لله من دون الناس ، ومن دون ما تواضعوا عليه من قيم ومغريات ، ولينصرف عنها من يبتغي المطامع والمنافع ، ومن يشتهي الزينة والابهة ، ومن يطلب المال والمتاع ، ومن يقيم لاعتبارات الناس وزنا حين تخف في ميزان الله .

إن المؤمن لا يستمد قيمه وتصوراته وموازينه من الناس حتى يأسى على تقدير الناس ، إنما يستمدها من رب الناس وهو حسبه وكافيه . .

إنه لا يستمدها من شهوات الخلق حتى يتأرجح مع شهوات الخلق ، وإنما يستمدها من ميزان الحق الثابت الذي لا يتأرجح ولا يميل . . إنه لا يتلقاها من هذا العالم الفاني المحدود ، وإنما تنبثق في ضميره من ينابيع الوجود . . فأنى يجد في نفسه وهنا أو يجد في قلبه حزنا . وهو موصول برب الناس وميزان الحق وينابيع الوجود ؟

إنه على الحق . . فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ وليكن للضلال سلطانه ، وليكن له هيله وهيلمانه ، ولتكن معه جموعه وجماهيره . . إن هذا لا يغير من الحق شيئا ، إنه على الحق وليس بعد الحق إلا الضلال ، ولن يختار مؤمن الضلال على الحق - وهو مؤمن - ولم يعدل بالحق الضلال كائنة ما كانت الملابسات والأحوال . .

{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب * ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد }. [ آل عمران : 8-9]



[1] - يراجع فصل " تيه وركام " في كتاب : خصائص التصور الإسلامي ومقوماته .

[2] - مغثوه : صرعوه .

[3] - النمارق : الوسائد والحشايا للاتكاء . والزرابي : البسط المحملة .

Labels: ,