خواطر رمضانية 5 (رمضان 2009)ـ

توضيح هام:

في البداية فقط تعليقاً على كل المقالات التى ترسل..صاحب المدونة لا يعرف اكثر من 25-30% من اصحاب الايميلات التى يتم الارسال اليها.. وقرابة ال 70% لا يعرفهم ولا يعرفونه شخصياً ولم يلتق بهم في حياته اصلاً فاى شخص يمكنه الاشتراك عن طريق الجروب.. فبالتالي من الهام جداً التوضيح ان اغلب ما يكتب هنا ليس له علاقه بحياة شخصية او له اسقاط او نقد لشخص هنا او هناك من المشتركين على الجروب.. فكل ما يكتب هنا هو محض فكر او ناتج تعاملات شخصية تستهدف بالدرجة الاولى الواقع الملتزم.. دون النظر اطلاقاً او استهداف شخصية هنا او هناك بالنقد.. لانه في كثير من مقالات كان يتم الاسقاط من قبل بعض الاخوة على انفسهم.. وهذا يقيناً ليس مقصوداً وربما اصلاً يكون توهماً لقصد شئ اخر يقصده الكاتب.. بالتالي من الاهمية بمكان وهو ما ارجوه وبشدة وانا كن كل الاحترام والتقدير لكل من يقراون سواء اصدقاء يعرفونه شخصياً او لا يعرفونه ان يراعون هذا الامر وبشدة.. حين يكون هناك انتقاد فليس هذا انتقاداً لشخص بعينه او لموقف بعينه اطلاقاً.. انما هو انتقاد وتسليط اضواء على اسلوب و يحدث من كثيرين ربما يكون اولهم الكاتب ومن الاهمية بمكان تصحيحه من اجل فكر وعمل اسلامي منضبط... فهو لا يقصد ولا يستهدف اطلاقاً انتقاد شخص هنا او هناك من خلال المقالات... هذا للتوضيح فقط لان هذا الامر هام وبشدة بعد ان فهم البعض المقصود من بعض اجزاء المقالات خطا..!

حماس ومصر

ضحكت بشدة عندما قرات تصريحاً للخارجية المصرية تعقيباً على رفض حماس التوقيع على اتفاق مصالحة يريد منها القضاء بالكامل على الجهاد في فلسطين والخنوع الكامل لعباس وحفنته... كان التصريح الذي صدر في تصريح صحفي يقول "ينبغي على حماس ان تعلم ان مصر ليست "شخشيخة" في يدها"...!

مشكلة النظام المصري انه لا يدرك انه يفقد اوراق قوته الواحدة تلو الاخرى بداية من السودان وافريقيا مروراً بالمشاكل العربية التى كان يتزعم حلها حتى الملف الفلسطيني وهو اخر اوراقه التى لو خسرها فيسكون قد خسر كل ما يملك.. لصالح اطراف جديدة فاعلة في الساحة السياسية مثل تركيا اسلامياً وقطر عربياً..!

حتى انه من ضعفه بدا يشعر انه لا قيمة له امام منظمة وحركة صغيرة مثل حماس...!

على ان المطمئن في هذا الموضوع انه اشارة لكل لبيب ان حماس لا تخضع للطغوط التى وصلت لاقصى مداها فقد كان البعض متخوفاً من اتفاق المصالحة... لكن مع وجود هذا الثبات لا مبرر للخوف..!

الفضائيات

محمود المصري...شاهدت له قبل رمضان جزءا لا يتعدى العشر دقائق من برنامج له عن النبي على قناة اقرأ وتفاعل المشاهدين.. بلا مبالغة كان اكثر من مبدع..مازال هذا الرجل يبدع في برنامج تلو الاخر... في رايي ان هذا من افضل الدعاة الذين يخاطبون العامة بابتسامه وهدوءه واحترامه وعدم انجراره لخلاف هنا او هناك.. بالمناسبة على الهامش ايضا.. هل راى احدكم الرجل يطعن في اى من العاملين على الساحة الاسلامية..اتمنى ان نتعلم..؟!

برنامج الشقيري...شاهدت له مقتطفات من برنامجه الاخير الذي كان يتكلم عن اليابان ويقارنها بحال الامة..فكرة البرنامج رائعة..كانت له لفتات متميزة وامور ينبغى تقديرها ومراعاتها... عيب البرنامج الاكبر هو الموسيقى التى كانت تغرقه حتى انك تشعر انك في برنامج موسيقى وليس في برنامج ديني..وهو ما كان يستيطع ان يستعيض عنها بالف بديل..حتى لا يحرم الكثيرون من مشاهدته..انا لم اجد اى فائدة للموسيقى ابداً يعني..!

كذلك لا تملك الا ان تحترم وبشدة تفكير طارق السويدان وطريقة نظرته للامور رغم انك ربما تخالفه في كثير منها بل وربما تخالفه فكرياً ايضاً.. لكنك لا تملك الا ان تحترمه وتقدر وبشدة كثير من ابداعاته..!

مشكلة بعضنا انه ربما يخالف داعية او اخر في موقف ما او منهج وفكر حتى فيهدم كل افعاله ولا يرضى ان يسمع منه شيئاً وان كان صحيحا..!!

كنت اقلب قدراً في القنوات فلفت نظري شريط الرسائل على قناة الحافظ.. تالمت وبشدة حقيقة.. فهذه مش عارف مطلقة وعندها كام سنة وهذه انسة وعندها كام سنة وهذه وهذه وهذه.. وكل تعرض نفسها للزواج ومن على شريط القناة.. كان امراً محزناً وبشدة حقيقة ان تصل الامور وان يصل الحال بالبعض ان يعرض نفسه على التلفاز بهذه الطريقة.. انا لااعارضهم اطلاقاً لكني متالم بشدة لحال الكثيرات خصوصاً المنتميات للفكر الاسلامي واللواتي يصل بهن الامر من شدة الضغوط والرغبة الطبيعية في الزواج ان تعرض نفسها بهذه الطريقة على شريط قناة فضائية..امر ليس هيناً على الاطلاق وربما من اصعب الابتلاءات هذه.. هذه ليست حال واحدة او اثتنين.. هذه حال 13 مليون عانس في مصر...نسال الله عزوجل ان يفرج كرب بنات وشباب المسلمين وان يرزقهم العفاف وييسر عليهم الزواج..!

يوسف ابو زهري

مشفق على من عذبوا يوسف باشد انواع التعذيب من الضرب والكهرباء.. مما سيحدث لهم يوم لن يفعهم مبارك ولا غيره.."ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق".. وصعبان عليا اكثر رزمة المنافقين الذين يساندون هذه الافعال اعلامياً لمنصب هنا او هناك.. دول بقى يجب ان يبشروا بانهم ما لم يتوبوا فلهم اضعاف مضاعفة من العذاب..!

على الهامش.. هل يتذكر احد الان من شكلوا اسوا مراحل التعذيب في السيتنات والخمسينات..؟ ذهبوا الى مزابل التاريخ... لكن التاريخ يذكر بكل الفخر والعزة البنا وقطب وعبدالقادر عودة وعشرات غيرهم..!

هل يذكر احدكم صلاح نصر وصلاح سالم.. بل هل يعرف ان احد اكبر اباطرة التعذيب في الستينات وهو شمس الدين بدران يعيش الان ملقى في احد المدن الصغيرة بجنوب انجلترا ويعمل في مصنع اعلاف الدواجن.. بل يعني انا والله وقد قرات كثيراً وعدة كتب عن هذه الفترة حاولت ان استرجع اسمائهم ونسيتها.. فحاولت ان ابحث عنها في النت فلم اجدها بسهولة وكان لازماً العودة للكتب لذلك.. رغم انهم كانوا من اشهر الناس في ذلك الوقت.. لكن من يذكرهم الان..في مصر حتى..؟ في حين من في العالم ينسى قطب؟ او البنا؟ او عودة او الهضيبي..؟؟

هل يعرف احدكم حمزة البسيوني.. المشرف على التعذيب في السجن الحربي.. الاسم الذي كان يثير الرعب في كل انحاء العالم العربي.. الطاغية الذي كان يقول "لو كان الله موجوداً لحبسته في زنزانة 14"..الذي راى منه الالاف من الاخوان وحملة الفكر الاسلامي منه اشد انواع التعذيب.. هل يعلم حدكم كيف مات.. بينما كان يقود سيارته على الطريق الزراعي اصطدم بسيارة نقل مواد بناء فيها حديد فدخل الحديد في جسده وما استطاعوا ان يخرجوه ودفن به.. ثم حينما اتوا الى الصلاة عليه لم يستطيعوا الدخول بجثمانه للمسجد كما يروى الشيخ كشك رحمه الله..!

"وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال".. مشفق عليهم والله.. فانه ينتظرهم اوقات صعبة.. في الدنيا قبل الاخرة.. فكما تدين تدان..!!

انفصام الشخصية...!

صديق احسبه على خير.. اخ لا نزكيه على الله بلا اطالة في وصف حسناته.. بعد التخرج وبعد فترة طويلة من عدم العمل عرض عليه عملين.. الاول في اكبر شركة في مجاله براتب معين والثاني في احد البنوك بثلاثة اضعاف راتب الشركة الاولى.. وللاسف الشديد فتن الاخ وعمل في البنك..!

صديق اخر...غير ملتزم بالدرجة انسان عادي..خطوبته على حسب ما سمعت كانت مليئة بالمعاصي والمنكرات..لكنه لديه هيستريا بخصوص المال.. بكل قرش يكسبه.. امن حلال ام من حرام.. حتى انه يرتعب من مجرد قصة ان يضع امواله في بنك خوفاً من الربا.. في مسالة تحري المال ذا هو غريب.. لم ار مثله نسال الله عزوجل ان يحفظه..ويبارك له في ماله...!

لكن السؤال.. لم انفصام الشخصية هذه؟؟ قد يكون الامر هيناً لو كانت القصة بين امرين بسيط وكبير لكن ان يكون كلا الامرين كبيرين.. نقع فيهما كثيراً ...كل منا.. فلم هذا...؟!

خلل في الموازين..!

ذهلت من النقاش الحامي والصراع الحاد على قضية تصعيد دكتور عصام العريان لمجلس الارشاد... امر مذهل حقيقة.. اوصلت الحركة الاسلامية الى هذه الحالة والى صراع يدور في وسائل الاعلام "حتى ذكر بعضها ان المرشد لم يذهب لمكتب الارشاد منذ اسبوع احتجاجاً"..حين يقرا الشخص العادي تصريحات بعض قادة الاخوان في الدستور والمصري اليوم يذهل.. عن الصراع الذي دخل في مدة تقارب الشهر حتى الان او اكثر عن هل يتم تصعيد الرجل ولا لا لمكتب الارشاد..؟!

حقيقة المشكلة ليست عند من يسمون انفسهم بالاصلاحين ولديهم خلل شاسع في الموازين حتى يقيموا الدنيا ويقعدوها من اجل لا يستحق اصلاً.. وانما ايضاً من قبل المحافظين الذين شبهوا الامر وكانه صراع بين الحق والباطل وما شابه... والامر في رايي كان يمكن حله بطريقة او باخرى بدون هذا اللغط الاعلامي الكبير..!

اذا كان الاخوان بحاجة الى تعديلات واصلاحات في نظمهم الادارية كما يقول الاصلاحيون –ومعهم حق في هذا—فالاخوان بحاجة ماسة اكثر اضعاف المرات لاعادة النظر في التربية التى انتجت هذا الجيل المشوه..!

كل عاقل ينظر لحال الاخوان الان يدرك ان الازمة في الاصل اولاً واخيراً ازمة تربية.. وطالما البعض يوهم نفسه بغير ذلك فسيسوء الحال اكثر واكثر واكثر..!

وعلى كل.. يبقى المحافظون داخل الاخوان هم الاكثر فهماً والاكثر اقتراباً للفهم المنضبط والاكثر حرصاً على روح الجماعة عن غيرهم من الاصلاحين الذين لديهم عشرات المشاكل التربوية والفكرية والشرعية والذين في رايي ينظرون للاخوان كحزب سياسي وفقط..!

ما حدث كان متوقعاً في ظل البروز الاعلامي والتضخيم الاعلامي الكبير لما يفعله من يسمون "بالاصلاحين" وابراز الاعلام لهم وتبنيهم هم مواقف غاية في الغرابة ناتجة عن محاولتهم التماهي مع الاعلام والانفتاح والسياسة البغضية التى تعشش في مصر الان..!

لكن انا متفائل بما حدث..ففي رايي ما يحدث الان هو مخاض عسير يتعرض له الاخوان ولكن لابد منه لتصحيح المسار.. وفي الاتجاه الصحيح باذن الله... سيخرج من الاخوان من يخرج وسيبقى من يبقى... لكن سيكون من الصعب للغاية وجود فكرين بهذين التناقض في اطار واحد...!

على ان ما يحترم في نهاية الامر هو الاحترام المتبادل بين الجميع رغم الاختلاف والتباين الشديد في الاراء حتى على المستوى الخفي غير الظاهر للاعلام...احترام وتقدير بين الجميع..!

على ان كل هذا الامر ليست مشكلة في رايي بجوار المشكلة الاكبر... وهي القيادات الاخوانية "التى تستحق الاعدام في ميدان عام" التى سربت الامر لوسائل الاعلام بطريقة غاية في الانتهازية حقيقة بدلاً من ان يبقى الامر في اطار النقاش السري كما هي العادة –يعني من نشر بالتفاصيل الاجتماع الذي حدث فيه هذا الامر..!.. وايضاً كوادر كانت في الاخوان سابقاً وباعت فكرتها من اجل سبق اعلامي في هذه الصحيفة او تلك مخالفة ابسط قواعد احترام الفكرة والخوف عليها والحرص على كل مصلحة لها..!