الاقصى
#navbar-iframe { height: 0px; visibility: hidden; display: none; }

Sunday, December 13, 2009

خواطر رمضانية 2 (رمضان 2009)ـ

السلام عليكم

تعليقات عدة وردتني على نقطة "لابوم" الخاصة بالمقال الماضي..

اود ان اعقب على شئ سريعاً فقط.. ليس عندي مشكلة ابداً ان يكون التكافؤ المادي من اساسيات الزواج... والحديث معروف تنكح المراة لاربع.. منها لمالها ولنسبها.. وكم راينا من زيجات فشلت بسبب عدم وجود هذا الامر..!

لكن هذا لا يعني ان يكون هذا الاساس الوحيد او الاول.. سالني صديق عزيز تعليقاً على هذا الامر فقال لي.. هل ترضى ان يتقدم احد لاختك مثلاً بطبق حلويات من العربية الي بتقف تبيع حلويات شرقية في المناطق العشوائية.. قلت له والله اقبل—هي لن تقبل-- ولكن دعونا نسقط المثال على من لي حكم عليه.. اذا كان لي ابنة مثلاً بشرطين—الاول ان هذا ليس بخلاً وانما هذه هي مقدرته الحقيقية فلا شئ اسوا على الاسرة من البخل والثاني ان يكون راجل بجد.. عارف معني التزام.. حتى يكون جديراً بالقبول..واذا لم اقبل انا فالصحيح والمفترض والحق ان اقبل.. فالحق يتبع لا الرجال..!

يا اخوانا هناك شئ ينبغي ان يدركه الجميع.. انك تلاقي واحد ملتزم بجد.. راجل.. بما تحويه هذه الكلمة من معنى.. فهذا الامر نادر.. فلو لقيت واحد اشبط فيه بايديك وسنانك.. بل ازعم انه ينبغي عليك ان تساعده اصلاً..!

ثم تعالو لننظر الى امثلة حية .. نبدا بمثل من القران.. انظر الى قصة موسى عليه وزواجه.. انسان هارب من بلده لا يملك شيئاً لا حسب ولا نسب ولا نبوة حتى هذا الوقت ولا مال ولا مسكن ولا اى شئ.. رأى فيه سيدنا شعيب .. انه رجل فقط بما تحويه معاني الرجولة من القوة والامانة والديانة.. وكفى بها صفة..اعطاه عملاً وسكناً وزوجه ابنته وانظر لايات سورة القصص التى تحكي القصة..! هل هناك اكثر من هذا..!

ثم انظر لحديث النبي صلى الله عليه وسلم... إذا جاءكم من تَرضون دِينه وخُلُقَه فأنْكِحُوه، إلّا تفعلوا تَكُن فِتنة في الأرض وفَساد». قالوا : يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟! قال : «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنْكِحُوه» ثلاث مرات. [رواه الترمذي [

ثلاث مرات... لم يقل اذا جائكم من ترضون هديته..! ثم هل انتم متخيلين سوء العاقبة للرفض فتنة في الارض وفساد كبير..؟؟ يا اخوانا هل احنا عايزين نلتزم بجد ونخضع لشرع الله عزوجل ام نريد ان نلتزم وفق هوانا وبيئتنا وطبيعتنا..!

الشيخ العلامة محمد اسماعيل المقدم حتى الان ونحن نعيش في اواخر عام 2009.. هل تعرفون نوع سيارته .. فيات 128..! لو تقدم لاى اخت ابن هذا الشيخ هل سترفض وقتها.. لانه مجابش هدية من محل كذا او لان والده عنده سيارة كذا..! ام كل الحاجات دي هتطير فوراً لمجرد انه ابن الشيخ محمد اسماعيل..؟ يعني هل نحن نتمسك بالمظاهر ام بالاصول والمبادئ...؟ لو عايزة تتجوزي حد يسعدك بجد.. اخر حاجة تدوري عليها الاشياء التافهة من قبيل جاب هدية ايه ومن محل ايه..!

امامي مثال حي امامي والله.. ربما قصصت قصته قبل ذلك ذات مقال.. لكنها باختصار اخت من مستوى مادي عال والدها ثري مصري يقيم في الخارج.. وقبلت الزواج من اخ اقل منها في المستوى بكثير فقط لانه حامل للقران وذي اخلاق.. واهلها كانوا رافضين—بل للاسف الشديد انا ايضاً كنت معارضاً ومستنكراً عندما اخبرتني --امي لقرب هذه العائلة من اهلي -- وشايف التكافؤ الاجتماعي والمادي اهم شئ ووو...ولكنهم استجابو لرغبتها في النهاية.. بل حتى تزوجت في شقة ملك لوالدها.. هل انتم متخيلون.. اصيبت هذه الاخت بعد بضعة اشهر من الزواج بمرض نادر اثر عليها كثيراً جسدياً حتى انها اصبحت تمشي وهي تعرج .. هما لديهما الان ولدان.. ولكن يعني حين اتابع مسيرة زواجهما منذ البداية حتى الان وهما ضيوف مقيمون في المستشفيات وكل شوية عمليات.. والزوج رغم ذلك صابر محتسب لا يبدي اى تافف او ضيق.. فقلت سبحان الله تنازلت لله.. فعوضها الله بمثل هذا الزوج.. بلا مبالغة 90% من الشباب لن يستطيعوا احتمال ما تحمله هذا الاخ في سنوات من المفترض ان تكون اسعد سنوات حياته..اسال الله عزوجل ان يبارك لهما ويشفي هذه الاخت ويعافيها..!

ياترى ماذا سيفيد اختك او ابنتك اكثر.. هل هو واحد في نفس مستواها ولكنه ملتزم "خرع" لا يتقي الله فيها ونحن نسمع ماسي الان.. ام انسان ربما يكون اقل منها في المستوى لكنه راجل..؟؟

الاصل ان يكونا في نفس المستوى.. ولكن اذا جد طارئ مثلاً وحدث غير ذلك.. مينفعش ابداً يرفض الرجل بمجرد مظهر.. ابداً..هناك عشرات الاشياء التى ينبغي النظر لها قبل هذا الامر.. التزامه اخلاقه مبادئه تعاملاته وغيرها.. لكن هل يوجد عاقل يقول برفض شخص من اسم المحل الي جايب منه الهدية..!

انا لا اعرف الاخت سبب الحادثة ولا حتى الاخ الذي تقدم اليها.. انما اعرف الوسيط وزوجته..وعندما راى ذهولي من الموقف اكد لي هذا السبب بل ودافع عنه ايضاً.. فكلامي موجه لموقف ما يبنغي ان يحدث ابداً من اناس تنتسب للالتزام وتقول ان الدين هو شرطها الاول..!

الصحبة

من اهم عوامل الثبات على الاطلاق في هذا الزمن العصيب هو الصحبة.. بل لا ابالغ اذا قلت انها تقلب الموازين.. ولكن مشكلتنا للاسف كملتزمين اننا نفعل شئ من اثنتين.. اما ان ننغلق داخل المجتمع الملتزم ونعشش فيه ولا نخرج عنه ونبتعد نهائياً عن كل ما هو خلاف هذا المجتمع.. واما ان ننبسط بشدة مع المجتمع بدافع الدعوة فنجد انفسنا في النهاية في موضع لا نريده وان من نريد دعوتهم قد سحبونا اكثر مما نسحبهم واننا قد نزلت مستوايتنا الايمانية وقلت اورادنا وقيامنا وخلافه عن المطلوب كثيراً بدعوى الدعوة...!

التوسط بين الحالين لا يجيده الا القليلون... وهو امر غاية في الاهمية.. فعندما ياخذ شاب او شخص قرار العودة الى الله عزوجل نتيجة درس او موقف او خطبة او او.. اهم ما يعينه على هذا وعلى الاستمرار والا تكون لحظة حماسة عابرة هي الصحبة..!

اختى الصغرى لديها معزة خاصة مع العباءات والنقاب :)..كنت كلما وددت ان امزح معما ببعض "الغلاسة" رداً على مشاركتها واختي الاخر لاخوالي وبعض لعائلة في السخرية -بمزاح- من اللحية وخلافه.. اقل لهما.. "في انباء تقول انك سترتدين النقاب قريباً".. او اى شئ من هذا القبيل فيكون الرد معروفاً بكلمات من قبيل "في احلامك" او بافعال مثل اشياء تلقى وتقذف :)..!

لا لشئ الا انها ككثيرات لا يتخلين شكلهن في "خيمة" سوداء تمشي في الشارع.. رمضان الماضي شاركت هي بفعالية في احد الفرق الخيرية في تعبئة شنط رمضان وافطارات وخلافه.. قدر الله عزوجل ان يكون اغلب من فيه من المنتقبات واصحاب العباءات بالاضافة الى بعض غير الملتزمات كاى مكان.. لكن المخالف هنا ان الاغلبية كانت لمنتقبات في مثل سنها ويفكرون مثلها بل ويبهرونها ايضا..!

ثم شاء الله عزوجل ان تذهب الى احد المساجد الذي يخيم عليه السواد في النساء واللحى في الرجال..لانها كانت تحب بشدة الصلاة خلف هذا الشيخ..!

وهنا وقفة صغيرة.. الرجل هو شيخ يطيل وبشدة.. حتى ربما ياخذ في ركعة خمسة اجزاء ويختم كل ست ليال في رمضان..المعتاد في مثل هذه الحالات ان يغلب عليها فئة معينة من الملتزمين التى تستطيع احتمال هذا.. ورغم هذا كل عام يكون هناك مزيداً من الناس العادية التى ربما علاقتها بالالتزام ليست قوية.. واستغرب كيف يحتملون الصبر على طول الصلاة وعددهم يزيد يوماً بعد يوم والمسجد يؤثر فيهم—حتى من الطرف ان صديق لي كان يذهب هناك كان يربي لحيته في رمضان ويحلقها بعد رمضان ومبرره في ذلك انه بيحس انه غريب وكل الناس حوله ملتحية ..كنت اضحك بشدة من منطقه لكن انظر الى البيئة عندما تؤثر—وربما احلت هذا الامر لشئ.. انى احسب في الرجل اخلاصا وحرصاً على سنة النبي صلى الله عليه وسلم لم اجده الا في اناس نادرة.. فشاب عادي ربما كان يضيق بافعال بسطية في الالتزام قبل ذلك لكنه الان يحتمل –باستمتاع ورغبة- ان يقف بالساعات الطوال ويحرص عليها وياتي كل يوم.. الشاهد هنا انظر الى اخلاص رجل ورفق في التعامل من مصلين كيف يؤثران في اناس عادية بهذه الدرجة..!

المهم هنا في احد الايام وجدت شقيقتي هذه وهي ذاهبة لهذا المسجد ترتدي عباءة.. نظرت لها باستغراب وضحكت قالت لي وهي تبرر لنفسها..متفهمش غلط ده هو بس النهاردة تجربة.. غير انها استمرت على ارتداء العباءات كلما ذهبت الى المسجد..وان كانت لا ترتديها في غير ذلك!

ذات يوم قالت لي لقد قلن لي "صديقاتها في الفريق الخيري" ما معناه انها مفكرتش تلبس عباءة او نقاب وما شابه ذلك.. ضحكت فقد كنت اعرف الجواب مسبقاً.. قلت لها وماذا قلتي لهن.. قالت لقد فكرت بس اصحابي والكلية وو... فوجئت بها تتحدث بجدية فالتفت لها بدهشة وكان بالفعل تتحدث بجدية..!

هي الان بدات تاتي لها محفظة في البيت.. بعد ان كانت ربما اخر مرة حفظت منذ سنوات..!

الشاهد من هذه القصة الطويلة الواقعية التى عايشتها بنفسي والتى ربما عاش اغلبنا قصصاً مشابهة.. كيف ان الصحبة تقلب الموازين.. لا اعتبر النقاب وخلافه دليلاً على الالتزام بل ربما لو طلبت ارتدائه لاخرتها قليلاً لانه لازال ينقصها الكثير فنحن نريد ملتزمات او منتقاب بجد مش كمالة عدد.. لكن القصد هنا كيف انقلبت الموازين بمجرد الصحبة وكيف اختلف الراي من شئ غير خاضع للنقاش اصلاً لشئ اصبح يتم التفكير فيه ومحاولة ايجاد مبررات لعدم فعله..!

العودة الى الحفظ وتغير قرارات في زي وبداية تغير في طريقة تفكير مع استمرار العادات القديمة ولكن بطريقة اقل.. كل هذا ناتج ايام قليلة فما بالنا حين تزداد وتكون هناك متابعة...؟

لاشك ان كلاً منا يعرف الكثيرون ممن يحتاجون الى هذا.. هم فيهم خير كثير.. لكن فقط يحتاجون الى رفقة ومتابعة.. يحتاجون الى شباب واخوات دعاة مخلصون يراعون انفسهم واحوالهم وفي نفس الوقت يتابعون وياخذون بايدي غيرهم... الاثنين سواء دون غلبة لاحدهما على الاخر..!

هذا واجب لا رفاهية.. يضاف الى واجبات كثر تثاقلنا عنها وانشغلنا بمفضول عن فاضل... نسال الله ان يعين..!

تهجد الاخوات

على انى لي هنا وقفة..!

احياناً كنت اخرج بعد صلاة التهجد الى محل لبيع الطعام..او الى سوبر ماركت يبيع مياة وعصير.. واجد اخت منتقبة فاضلة تقف وحدها محاولة الشراء.. وهي محرجة فهناك زحام كثير من شباب واخوة واقفون وهي تقف بعيداً بدافع الحياء وفي نفس الوقت تريد الشراء..ثم تضطر في النهاية الى الطلب من اى شخص واقف ان يحضر لها ما تريد..!

امر عجيب حقيقة.. لكنه كان يعيدني لاصل الموضوع حين افكر.. ما الذي اتى بهذه الاخت الفاضلة وحدها لتصلي التهجد بعيداً عن بيتها وتعود بيتها فجرا..!!!!!

خلل كبير في الموازين حقيقة.. الطبيعي ان يكون معها شقيقها زوجها اهلها اى شئ.. لكن ان تاتي وحدها لمسجد ربما يكون بعيد عن بيتها.. وتعرض لمثل هذه المواقف في الرابعة فجراً.. او حتى لنفرض انها لن تشتري شئ بل تاتي فقط لنفرض ان سيارتها حدث لها شئ وتعطلت.. او خرجت من الصلاة لتجد اطار السيارة وقد فرغ من الهواء..!

خلل في الموازين خصوصاً حين تاتي من اخوات من المفترض انهن ينتمين لفكر سلفي يؤمن بقرار المراة في بيتها ويشدد عليها بطريقة قد لا تكون منضبطة وزائدة عن الحد في بعض الاحيان.. وفكر متعلم بان صلاة المراة في بيتها خير من مسجدها وبان المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً عند التعامل مع المجتمع وغيرها..

قد اتغاضى مع بعض الاسف والالم حين ارى هذا الفعل او اسمع عنه في بعض المساجد التى يرتادها بنات عاديات مازلن في بداية الالتزام فليس لديهن فهم كافي لكن حين يكون هذا الامر من اناس من المفترض ان لديها فهما.. فهو في الحقيقة يشير الى امر خطير يعصف بالمجتمع الملتزم في الاونة الاخيرة.. وهي الفهم..والتطبيق..!

نفس الخلل في الموازين الذي يجعل بعض الشباب يظل طوال الليل في قيام ثم يضيع عليه فرض صلاة الظهر.. ونفس الخلل في الموازين الذي يجعل من البعض طوال رمضان يعمل في اعمال البر وينسى حظ نفسه تماماً من العبادة فيخرج من رمضان كما دخل.. نعم افادة الناس هي من اعظم الاعمال في الاسلام.. لكنك ايضاً تحتاج الى شحن تسير به طوال العام وتواجه به الفتن التى تواجهك وتعصف بك في العالم الخارجي..!

المجتمع المسلم

ربما من اكثر ما يميز رمضان.. هو دفئ المجتمع المسلم الذي ربما تكون في كثير من الاحيان مفتقده بسبب انشغال الجميع.. تشعر في رمضان بدفئ المجتمع المسلم الملتزم والكل يسعى بكل ود وحب واخوة في الله عزوجل لنيل رضاه.. تستشعر في رمضان بالذل والانكسار والكل واقف في رهبة وخشية لله عزوجل. تستشعر فيه بالاخوة في الله والكل يسعى لخدمه مجتمعه ما بين زكاة واعمال بر وافطار صائم وخدمة معتكفين ومصلين وغيرها..تستشعر فيه بسمو الاخلاق والكل يبذل اقصى جهده لكي يضبط اخلاقه في رمضان.. هذا المجتمع الذي نراه في رمضان بمثل هذه الصورة البهية الرائعة.. لم يختفي في غير رمضان.. لم لا يكن كل شخص في هذا المجتمع قصة بذاته في اخلاقه واتقانه لعمله وادبه واحترامه في الوسط الذي يعيش فيه.. البعض بالفعل نماذج مشرفة.. لكن الكثيرون والاغلب يعيش كباقي الناس لا يفرق عنهم شيئا الا بسيطا.. فلم هذا..؟

مجاهدة اول الالتزام

اعرف قصصاً لاخوة واخوات ربما فعلوا الافاعيل وصبر صبراً لا يطاق وثبتوا ثبات الجبال من اجل مواجهة عائلتهم واهلهم ومجتمعهم باللحية والنقاب وبعض اولى صور الالتزام مثل السلام على الجنس الاخر وحضور الدروس وعدم حضور افراح او حفلات مختلطة...!

والسؤال الاساسي هنا.. لم لا يستمر هذا الامر بعد ذلك|؟؟؟ بمعنى لم لا يكون هذا الصبر وهذه المجاهدة العظيمة ايضاً تشمل السعي لان يكون افضل الناس في عمله.. لم لا تشمل المجاهدة في الاخلاق.. لم لا تشمل المجاهدة فيما بعد هذه الاشياء والسعى تربوياً وايمانياً لان يكون في القمة..!

ليه لما صاحبنا بيطلع الطلعة الاولى ويواجه فتنتها بكل عزيمة يظن انه كده خلاص وصل وان الباقي بسيط.. مع انه للتو اصلاً هو وصل للطريق.. والمهمة الشاقة هي السير في هذا الطريق وتجاوز كل عوائقه وعلائقه..!

الامومة

ذات لقاء مع احد الاخوة.. اتصلت به والدته.. فكلمها بطريقة لا تليق بابن يحدث والدته ضايقتني انا حتى واخبرته بذلك.. اليوم الذي بعده كنت عنده في البيت ثم خرج لي وهو يضحك فسالته.. قال لي ان والدته قطعت ورقة النتيجة التى توافق يوم مولد ابنه ووضعته تحت زجاج تكون قريبة منه دوماً.. قلت له هل تذكر طريقة حديثك...؟!!

بعدها بيومين كنا معاً وقد مرات عليه قرابة اربعة ايام دون ان يشاهد ابنه المولود حديثاً.. فاتت به زوجته اليه.. وكنا وقتها مع بعض الاخوة نياماً.. فظل يلف علينا كلنا يوقظنا ليجعل كل منا يشاهد ابنه بكل مشاعر الابوة والحنان.. الطفل الوليد ظل معنا قرابة 5 دقائق.. اتصلت زوجته بالاخ خلالها قرابة ثلاث مرات في خمس دقائق من قلقها الشديد عليه..!

هل احدكم متخيل كمية مشاعر الابوة والاموة رغم ان هذه المشاعر ربما لم تكن موجودة قبل مولد الطفل.. فانظر في ايام واسابيع كيف ولدت هذه العاطفة ونمت بهذه الصورة الطاغية..؟!

تراكمت على هذه الصور الثلاث وجلست اتفكر فيها... قلت سبحان الله.. انت نفسك في موضع هذه الام الان.!

تذكرت جدي رحمه الله.. كنت اقرب احفاده اليه على الاطلاق.. وكنت دوماً في صغري مرافقاً له فحين ينزل للصلاة لابد ان ياخذني معه وكذلك اذا ذهب لشراء اى شئ.. ولابد من المرور على محل صغير للعب او للحلوى.. كبرت وانتقلت للسكن في منطقة اخرى ولم اعد القاه كالسابق... توفى جدي منذ قرابة خمس سنوات.. حين حدثت واقعة صديقي هذه امامي.. تذكرته..وسالت نفسي كم مرة دعوت له في صلاتي باخلاص رغم ان خيره يفيض علي..؟!.. نادراً للاسف الشديد...جحود غير طبيعي نفعله نحن..!

ثم بعد ذلك يكون هناك اساءة في التعامل من قبل الابن..! تخيل نفسك مكان هذه الام او الاب وقد فعلت نفس انت الان وقلقت نفس القلق الذي قلقته زوجتك لمجرد انه غاب عن عينها خمس دقائق.. هذه الام.. وهذا الاب الذي غالباً ما ينقصه الاهتمام بشدة عند الاخوة لصالح الام.. هل تستحق باى صورة من الصورة التقصير ناحيتهم..؟!

نفس الامر بالنسبة للجدود فهم بمنزلة الوالدين... ونحن للاسف الشديد نغفل كثيراً عنهم... غفر الله لنا تقصيرنا..!


Labels: ,

0 Comments:

Post a Comment

<< Home