الاقصى
#navbar-iframe { height: 0px; visibility: hidden; display: none; }

Sunday, December 13, 2009

الاختلاف (2)ـ


عودة الى مسالة الخلاف..

ساعرض ربما موقف بسيط في البداية ابني عليه باقي المقال..!

اثناء حرب غزة ووسط اتون لهيبها كان هناك وفد من اتحاد الاطباء العرب مرابط على المعبر ينتظر الدخول.. وبالفعل في منتصف الحرب ووسط قصف الطائرات دخل هذا الوفد الى غزة وكان عبارة عن نخبة من اكبر اطباء مصر للمساعدة في المستشفيات..!

كان هذا الوفد برئاسة الدكتور مدحت عاصم "القيادي الاخواني" وعضوية الدكتور جمال برهامي "شقيق الشيخ الدكتور ياسر برهامي" بالاضافة الى عدد اخر من اكبر الاطباء المصريين ..!

الخلاصة كان هذا الوفد به خليط ما بين الاخوان والسلفين..!

قدراً كنت في زيارة بعد ذلك بفترة لابن الدكتور مدحت و تحدثنا في هذا الموضوع مطولا..

فكان يقول كان هناك توافق عجيب بل لم يكن هناك اختلاف اصلاً الا اختلاف بسيط طرحه الدكتور جمال في مسالة اذان الفجر اذ كثير من العلماء ياخذون على الطريقة الحالية في توقيت الفجر ويرون انها غير دقيقة وان الاصح ان الاذان بعده بفترة يسيرة "ما بين 13-22 دقيقة شتاءً وصيفاً" والدكتور جمال وكثير من دعاة الاسكندرية ياخذون بهذا الراي..!

فعندما ابلغ الدكتور جمال الدكتور مدحت بهذا الامر تم تنفيذه وتم تاخير الفجر بالفعل فالامر بسيط للغاية..!

بل الدكتور جمال نفسه انبهر من مجهودات حماس وقال نصاً لرفيق له من السلفين "ما شاء الله الاخوان هنا—يقصد حماس-- عاملين شغل كويس اوي"..!

انا اريد فقط ان احلل سريعاً بعض ما حدث.. وهو الطبيعي ان يحدث.. لكن الغير طبيعي ما يحدث الان كلما حدث نقاش او كتابات بين شباب من الطرفين يحدث مشاجرات وسباب وطعن في النوايا وفجور في الخصومة ووو..!!

المفترض حين نحلل ان نحلل اسباب الخلاف.. لا اسباب الوفاق.. لكن ربما للحال المزري للاسف دعونا نقلب الموازين ونتكلم عن اسباب الوفاق..!

الاول: الثانية لها ثمنها..!

فالثانية تعني ربما انقاذ حياة مريض او انقاذ يد معرض للبتر او عين معرضة للفقا او او..!

فبالتالي لا يوجد وقت اطلاقاً للحديث في جداليات... ولا وقت للخلاف حول امور صغيرة هل استخدم المشرط هذا ام ذاك.. فنحن نتكلم عن حياة مريض..!

هذا الامر ينطبق تماماً على حال الامة.. فحالها مثل المريض الذي في حالة الخطر لا يجوز منه ان نغرق في تفاصيل التفاصيل وفي جدالات عقيمة لا ينبني عليها عمل في ظل انه بيني يدي مريض يموت..!

الثانية:سلامة الصدر من التشكيك في النوايا

يعني ربما يكون طبيبين متجاورين كل منهما يعمل على مريض.. لكن الاثنين يدركان يقيناً ان كلاً منهما يبذل قصارى جهده واقصى ما يمكنه فعله لانقاذ هذا المريض..!

وكذلك ينبغي ان تكون صدورنا تجاه العاملين في الحقل الاسلامي اياً كان فكره.. فاذا كان فكره مختلفاً معي فليس معنى هذا انه يحاول الطعن في الامة وانه وانه.. اطلاقاً حتى لو كان مخطا.. الواجب علي ان ابين الخطا الذي ربما من الممكن ان يؤدي لانتكاس في حياة المريض فهذا واجب لاشك... لكن اصححه بلهجة وطريقة الموقن بان من امامي بالفعل يتمني من كل قلبه انقاذ هذا المريض..وليس بان من امامي يريد قتل المريض عمدا..فاذا كان يريد قتله فلم يعالجه اصلاً.. وكذلك العاملين في الحقل الاسلامي اذا كانوا يريدون الضرر به فلم يتحملون مشاق الطريق...!

الثالثة: المتحاورين انفسهم من هم؟

في كثير بل وفي اغلب الاحيان يكون المؤثر في شكل وطريقة الحوار وطريقة الاختلاف هم المتحاورين انفسهم..!

يعني لو نظرنا لهذه الحادثة كمثال.. الدكتور مدحت من كبار قيادات الاخوان وبلا مبالغة كنت اقول دوماً ان من افضل العائلات الاخوانية التي رايتها تربية هي عائلته.. ولو نظرنا مثلاً لعائلة زوجته.. فسنجد انهن عدة اخوات.. واحدة متزوجة من الدكتور مدحت.. والاخرى متزوجة من الدكتور راغب السرجاني والثالثة.. متزوجة من اخ قريب للغاية من الدكتور محمد اسماعيل المقدم منذ ايام الجامعة..!

اما الدكتور جمال برهامي وما ادراك ما الدكتور جمال.. يعني حقيقة يمكنك معرفة من هو الدكتور جمال واخلاقه واحترامه وعلمه وادبه الشديدة بالاضافة لمهارته العالية في الطب.. يمكنك فقط سماع اقوال العلماء والدعاة بل والعامة عن الدكتور جمال لتدرك اننا بالفعل امام رجل من طراز فريد ندر ان يوجد مثله في هذا الزمان..!

اردت سرد كثير من التفاصيل هنا بالذات لادلل على شئ واحد.. نوع التربية وطريقتها يؤثر كثيراً على الشخص نفسه واحترامه لذاته وينشا عن ذلك احترامه للمخالف له مهما كانت درجة الاختلاف..!

لانه ربما لو كان هناك اخرين في نفس المكان لفسد تماماً.. فالامر لا شك يعتمد وبدرجة عظيمة على الاشخاص..!

الرابعة: الممارسة

فرق كبير بين اثنين..احدهما يقرا في كتب الطب ويتعلم نظرياً دون ان يمارس وينتقد هذا وذاك.. وبين من يقرا ويعمل... فرق شاسع بين اثنين احدهما عامل في مجال الدعوة ويتحرك هنا وهناك ويختلط بمجتمعه.. وبين انسان جالس في بيته بين الكتب ولا يقدم لامته شيئا..!

فرق كبير بين الاثنين في الرؤية والنظر والفهم والفكر وكل شئ... فبالتالي هذا هو الفرق بين من يتحرك سواء من الاخوان او السلفين او غيرهم وبين المتاسلفين من المدخلية والجامية وغيرهم..الذين ينتقدون ويجرحون ولا يفعلون شيئا...!

الخامسة: الشرع يحكمنا

اما الامر الاخير فالفاصل في اى اختلاف هو وجود مرجعية تجمعني وتجمعك ينبغي ان نعود اليها.. ولو راينا سبب كل خلاف غير منبضبط لوجدنا اتباع هوى في هذه النقطة بالذات..!

البعض يريد ان يفرض رايه بالقوة والغصب وينكر على الاخر وان كان الامر فيه خلاف سائغ بين العلماء.. وحقيقة هناك عشرات الامور التى بها خلاف سائغ او معتبر وتجد هناك بعض الاخوة والاخوات لانه لا يعرف سوى راي شيخه يفعل الاعاجيب وينكر اشد الانكار باشد الاساليب واكثرها نفوراً.. مع انه لو قرا قليلاً لعلم ان الامر فيه سعة...!

وهناك ايضاً على الناحية الاخرى من يتمرس البحث عن الاقوال الشاذة للعلماء..فيترك اقوال عشرات من العلماء ويتمسك براي لعالم هنا او هناك..!

مسالة اللحية مثلاً.. جمهور علماء السلف والخلف على فرضيتها.. ثم تجد احدهم يتجاهل كل هذا ويتمسك بقول للشيخ جاد الحق رحمه الله مخالف للراى السابق.. وكذا مسالة الموسيقى والتمسك بقول بن حزم وترك اقوال باقي العلماء.. وهكذا.. مسالة الانتقاء هذه وفق الاهواء مسالة كارثية حقيقة.. لاني لما اختلف انا وانت مش هيكون عندنا مرجعية تفصل بينا هل هذا الامر خلاف سائغ ام غير سائغ..!

وهذا الامر حقيقة نابع في الاصل من قلة العلم الشرعي اولاً.. وثانياً من الطريقة الخاطئة في التعلم اصلاً.. فتجد شيوخ اول ما تعلم تلاميذها الطعن في الاخر.. ومنهج غير منضبط وفهم غير صحيح وتمسك بامور دون غيرها.. ابن المبارك يقول تعلمت "ادب العلم في ثلاثين سنة وتعلمت العلم في عشرين سنة".. وادب العلم لا يقتصر على كيفية التعامل مع الشيخ انما يحوى كل ما سبق. باختصار ادب العلم هو الاساس الذي يبني عليه العلم اصلاً فاذا فسد الاساس فسد ما فوقه..!

وهذا يعيدينا الى الاهمية القصوى للعلم الشرعي.. فكيف يكون هناك من يدعي الانتماء للفكر الاسلامي ويتكلم عن التجديد والابداع وتطوير الفكر والتعامل مع الاخر في حين انه هو نفسه يجهل اساسيات في دينه.. يعني كيف تتكلم عن شئ انت لا تعرفه اصلاً؟؟

فنحن لدينا مشكلة كبرى لدينا عشرات الذين يتعلمون العلم.. لكنهم لا يطبقون.. فقط يحفظون ولا يفهمون ولا يتعاملون بفكر واقعي.. ولدينا كثير من المفكرين الذين يطلقون طاقاتهم في الابداع والتفكير في حلول للازمات التى تواجه الامة.. لكنهم ليس لديهم علم.. فتجد الفريقين في النهاية يصلون الى طريق مسدود..!

تعلم العلم الشرعي ليس رفاهية.. وليس مجرد قراءة هنا وهناك كل فترة.. العلم الشرعي ضرورة لا غنى عنها بل اساس لمن يدعي انه منتمي للفكر الاسلامي..!

السادسة :الاولوية..!

لدى الان مريضين.. مريض بالانفلونزا.. ومريض بنزيف خطير في المخ.. فايهما اعالج اولاً..؟!

مشكلة الاغلب للاسف الشديد انه يبدا بمريض الانفلونزا..!

دون ان يدرك فالامور تكون مختلطة ومتشابه عليه فيختلط عليه المريضين.. بل يظن الاول هو الاخطر.. ولو انصلحت هذه الرؤية لتغير حال الامة بالكامل..!

اعجبني وصف لاحد الدعاة عن هذا الامر.. يقول الاسلام عبارة عن خريطة ينبغي ان تكون فيها ثلاثة اشياء:

اولاً: تحوى كل شئ صغير او كبير تافه او هام.. كل شئ.. بداية من دخول المسجد باي قدم الاول حتى الولاء والبراء ومسائل الاعتقاد..!

ثانياً: كل شئ في الخريطة يبنغي ان يكون في حجمه الطبيعي بلا تهويل ولا اغفال.. بمعنى مينفعش تكون قيادة المراة للسيارة في السعودية هي مسالة نصر او هزيمة للاسلام..!

ثالثاً: كل شئ في الخريطة ينبغي ان يكون في موقعه.. مينفعش احط بحيرة مكان جبل على الخريطة وهكذا في فهم الاسلام.. كل شئ ينبغي ان يكون في موقعه مينفعش السلام يتحط مكان الجهاد عند غزو اهل الكفر لبلاد الاسلام.. وهكذا..!

مشكلتنا ايه بقى.. مشكلتنا ان كل ده داخل في بعضه.. وكل حاجة فوق بعضها.. ولا يجيد معظمنا ترتيب هذه الخريطة بشكل صحيح منضبط.. بل حتى لا ابالغ اذا قلت ان كثيراً من الدعاة الموجودين على السطح الان للاسف الشديد ينضمون لهذه القافلة.. نادر من يفهمها بطريقة منضبطة.. وهذا عليه عبئ ايصال مفهومه هذا للناس ولمن حوله من رفاق دربه..!

السابع:القدوات

لاشك انه لا ينكر عاقل اهمية القدوة في اى شئ..!

فعل رجل في الف رجل ابلغ من كلام الف رجل لرجل..ممكن تقعد تتكلم 20 سنة بلا تاثير يذكر.. في حين انك يمكنك تحقيق نتائج مهولة في زمن قصير للغاية بتقديم قدوات ناجحة ترشد الناس بفعلها لا بكلامها..!

مفيش اكتر من الي بيتكلموا دلوقتي.. لكن اذا تحدثنا عن قدوات.. سنحصيها على اصابع ايدينا بالعافية..!

انظر مثلاً لشخص مثل دكتور راغب في مسالة نجاحه في الجمع بين العلم التجريبي والشرعي.. عشرات قبله من الدعاة تكلموا في الالاف الخطب عن اهمية العلم لكن ازعم وبشدة ان تاثير دكتور راغب له اضعاف تاثير من تكلموا عشرات الساعات..!

الثامن: الانشغال بالعيوب الشخصية

عشرات قبله.. مشكلة الكثيرون.. انه منشغل بتسليط الاضواء على غيره للبحث عن نقاط الخلل.. ولا يفكر ابداً في ادارة الكاميرا اليه.. لم لا نسلط الكاميرا على انفسنا بدل من تسليطها على الاخرين..!

لم ننشغل وبشدة في عيوب هذا وضلالات ذاك.. بل بعض الشباب الي عنده فراغ يحفظ لك اخطاء الدعاة والجماعات ويقلك في شريط كذا قال كذا وفي شريط كذا قال كذا.. عنده فراغ مش لاقي حاجة يعملها فيقوم بمثل هذه الامور ظناً منه انه ينصر دينه..!

يعني ما يسمى بالجامية والمدخلية وتيار الشيخ سعيد رسلان والقوصي في مصر خير مثال..!


لو ادرنا الكاميرا لانفسنا وشغلنا الزووم.. سيكون بلا شك افضل لنا وللامة..!

هذه خواطر سريعة عن الاختلاف.. لعلها تصنع فارقاً في تعاملنا مع الاخر..ونكمل المرة القادمة اذا كان في العمر بقية باذن الله تعالى..!

--

Labels: ,

1 Comments:

At 12:50 AM, Blogger Unknown said...

افضل شركة تنظيف فلل بالرياض
شركة تنظيف موكيت بالرياض
شركة تنظيف مجالس بالرياض
افضل شركة نظافة بالرياض
شركة تنظيف بيوت بالرياض
شركة عزل خزانات بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
شركة تخزين اثاث
شركة نقل اثاث الرياض
شركة كشف تسربات المياه بالرياض
كشف تسربات المياه
كشف تسربات
شركة كشف تسربات بالرياض
شركة كشف تسربات
شركات كشف تسربات بالرياض
تسليك مجارى
شركة غسيل خزانات
تنظيف خزانات المياه بالرياض
شركة نظافة خزانات
تنظيف الخزانات بالرياض
شركة تنظيف خزانات المياه
غسيل الخزانات
مؤسسة تنظيف خزانات
تسليك مجارى
شركة تنظيف بيارات بالرياض
شركة تسليك مجارى
افضل شركة تسليك مجارى
شركة تسليك المجارى بالرياض
تسليك مجارى بالرياض
شركات تسليك مجارى بالرياض
شركة نقل عفش
شركات نقل عفش بالرياض
شركات نقل العفش
شركات نقل الاثاث بالرياض
افضل شركة نقل عفش بالرياض
تخزين اثاث بالرياض
تخزين اثاث

شركة تنظيف بالرياض
شركة تنظيف منازل بالرياض
شركة تنظيف فلل بالرياض
شركة نقل اثاث بالرياض
شركة تنظيف خزانات بالرياض
كشف تسربات المياه
شركة رش مبيدات بالرياض
شركة تنظيف شقق بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
شركة تنظيف

 

Post a Comment

<< Home