هذا هو الطريق 2

السلام عليكم...

معذرة على التاخير...

 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ضرب الله تعالى مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعوجوا وداع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه فالصراط الإسلام والسوران حدود الله تعالى والأبواب المفتحة محارم الله تعالى وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم" رواه الامام احمد في المسند وصححه الالباني

 

حد فكر في الحديث ده قبل كده؟؟؟

كتير منا.. او اغلبنا.. بيتعوج.. وبيقرب من الابواب... وينزع الستار...

يقول الله عزوجل" )وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ)

 

ازعم ان كلنا بفضل يعرف ويوقن ان الطريق الى الله عزوجل هو سبيل خلاصه ونجاته من هذه الدنيا..

ولكن لا نعرف طبيعة الطريق... فنجد البعض يتخذ طرق فرعية ظناً منه انها ستوصله اقرب من الطريق الرئيس... نجد البعض يدخل في الابواب بنية ان المسلم يجب ان يكون غنياً.. تاخذه الدنيا وتستهويه ويقع ويقع ويبعتد عن الطريق...البعض يظن انه من الممكن ان يسير وحده في الطريق دون صحبة صالحة ونسي ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال "جميعاً"..

مشكلتنا اننا لا نعرف طبيعة الطريق... تعالو لنتخيل واحد مسافر شرم الشيخ.. هل ينفع يسافر دون ان يعرف انه المفروض ياخد الطريق الفلاني ويلف من الدوران الفلاني وان يعرف ان هناك لجان يجب ان يستعد لها..فاذا لم يكن يعرف طبيعة الطريق ستجده يغرق.. ولن يصل.. واذا وصل.. سيكون بعد وقت طويل وجهد جهيد كان من الممكن ان يصل بسرعة لو عرف طبيعة الطريق...

هذا اول الشئ..معرفة طبيعة الطريق وانه واحد مستقيم  ملوش طرق فرعية .. الشئ الاخر وهذه اصبحنا نجدها كثيراً هذه الايام...وهو انه اول لما يوصل لطريق الالتزام .. بيتدي يقول خلاص كده الحمد الله.. كتر خيري جزاني الله خيراً.. ويتوقف.. هو وصل الى الصراط.. وقف... مكملش... هو حسبه انه التزم.. وانه بقى يحضر اسر.. او انه التحى وقراله كتابين.. او انها انتقبت او او....

هو اكتفى بانه وصل الى الطريق.. ولا يعرف بان هناك مستلزمات لقطع الطريق.. يقول ابن القيم:

فالهداية إلى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيء آخر ألا ترى أن الرجل يعرف أن طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا ولكن لا يحسن أن يسلكه فإن سلوكه يحتاج إلى هداية خاصة في نفس السلوك كالسير في وقت كذا دون وقت كذا وأخذ الماء في مفازة كذا مقدار كذا والنزول في موضع كذا دون كذا فهذه هداية في نفس السير قد يهملها من هو عارف بأن الطريق هي هذه فيهلك وينقطع عن المقصود "

 

ويضيف ابن القيم رحمه الله"

" ولا يتم المقصود إلا بالهداية إلى الطريق والهداية فيها ، فإنَّ العبد قد يهتدي إلى طريق قصده وتنزيله عن غيرها ، ولا يهتدي إلى تفاصيل سيره فيها وأوقات السير من غيره ، وزاد المسير وآفات الطريق ."

 

طيب الطريق ده ايه نظامه؟

وهنا المشكلة... فتجد العشرات يتساقطون من على الطريق... يسلكون طرقاً غيره... يتراجعون.. عند العقبات.. يسلكون طرقاً فرعية... يصنعون التزاماً بهواهم... تجد من السهل ارباكه فكرياً.. تارة باسم الديموقراطية.. وتارة باسم الحرية... وثالثة باسم الانفتاح..!

تجدهم يدعون الالتزام.. ولكنه لا يقبل ابداً التضحية.. من اجل هذا الطريق.. هو غير مستعد ولا يقبل ان يفقد ماله او وظيفته او مستواه المعيشي.. من اجل الطريق..!

تجده يصنع لنفسه طريقاً جديداً.. زاعماً انه هو الاصح... يفتن بما حوله بسهولة... مغريات وتزين باسم "الاسلام" والناس تقبل بكل لهفة.. فهو يلبي هواها.. وفي نفس الوقت ظاهره الالتزام فيستريح ضميره" هو يزعم هذا"...!

 

كان علمائنا ومشايخنا منذ عشرون او ثلاثون سنة يقومون بجهد رهيب من اجل ان يتحول جزء من الاغلبية غير الملتزمة.. الى الالتزام... الان ازعم انهم يقومون بجهد مماثل لهذا.. من اجل تصحيح الالتزام لدى هؤلاء...!

 

فكل يلتزم على هواه.. وطريقته... ومزاجه.. وطبقته... وطريقة عيشه..!!

 

كلنا نزعم اننا ملتزمون... واذا حدث تخالف ما بين هوانا وشرع الله عزوجل... تجد اغلبنا يسارع الى اتباع هواه...!!

 

في الطريق الى الله عزوجل.. تنقسم المعوقات الى شيئين.. عوائق وعلائق..!

العوائق تنقسم الى قسمين قسم متعلق بالنفس ذاتها.. وقسم متعلق بالعالم الخارجي من حولك من مغريات ومنتكسون  وعلماء سوء وابتلاءات وطغيان اهل الباطل الى اخر هذه المؤثرات...!

فاذا لم تستطع الانتصار على نفسك وترويضها وفهم كل عائق وكيف تتعامل معه فهذا ينبغي عليك ان تتجاوزه بالعبور من فوقه او بجواره وهذا يتحتم عليك ان تواجهه وهكذا حسب كل عائق...

يعرف ابن القيم العوائق فيقول

"فهي أنواع المخالفات ظاهرها وباطنها فإنها تعوق القلب عن سيره إلى الله وتقطع عليه طريقة"

 

وهناك عوالق.. تكون ماشي فتجد هذا يجذبك واخر يغري لك الباطل وثالث ورابع

يقول ابن القيم عنها

"هي كل ما تعلق به القلب دون الله ورسوله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورياستها وصحبة الناس والتعلق بهم"

 

تجد اخ ملتزم... بس هيموت ويتزوج الاخت الفلانية.. قلبه متعلق بها... فتجده قلبه دوماً معها... فتشغله كثيراً عن الطريق... تجد اخ يريد العمل لله عزوجل... بس مش عايز يبتلي.. مش عايز مشاكل مع اهل الباطل..مش عايز يتبهدل.. قلبه متعلق بالدنيا ووضعه الاجتماعي وماله ووو... تجد اخر لام يعيش في وضع اجتماعي معين.. فهو مش جايبه دلوقتي بس هو عايش كويس.. تلاقيه يشتغل صبح وليل ويطحن نفسه.. من اجل ان يعيش في هذا المستوى وتضيع عليه دينه ودنياه.. لان هذا الشئ من المفترض ان يمر عليه مرور الكرام لا ان ياخذ من وقته وجهده وماله الوقت الكثير..!

 

اذن هناك فرق بين التعامل مع العوائق وبين التعامل مع العلائق.. وهنا حقيقة حينما يزداد المرء توسعاً في هذا الجزء تختلف وجهة نظره ورؤيته في التعامل مع الكثير من الامور..

 

الخلاصة..

لو عدنا لك النماذج المشوهة التى ذكرناها قبل ذلك وتاملانها جيداً.. لوجدنا السبب واس البلاء ماذا؟؟ شيئان... جهل و اتباع هوى.. سواء كان الاثنان ممتزجان مع بعضهما في بعض النماذج او كل شئ وحده في نماذج اخرى..

فالي بيخش في طرق فرعية ظناً منها انه ستوصله بطريقة اسرع.. والي بيتخذ في البداية وسائل خطأ بدعوى التعايش في البداية مع ما حولك ثم بعد استتاب الامر واستقراره يعود الامر الى ما يرضي الله عزوجل... هذا جاهل ومتبع لهواه..!

والي بيظن ان الطريق لاسلمة المجتمع هو طريق السلاح هو جاهل وان حفظ كتب ابن تيمية..!

والي والي والي... خذ عندك ما تريد.. لكن ستجد سبب هذا هذان الشيئان...!

 

اذن الجهل افة خطيرة تورد بالمرء المهالك.. تجد البعض الان يقدم على تعلم كل علوم الدنيا الا العلم الشرعي... فهذا متبع لهواه..!

وتجد اخرون متعلمون .. ولكنه لا ينفذ الا ما يتبع هواه... فهذا متبع طائع لهواه..!!

 

العملية مش الامة وفلسطين والعراق وصراخ ونباح دون اثر...نعم الاهتمام امر مطلوب بل من لا يهتم عنده مشكلة عظيمة... نريد اهتمام متوافق مع عمل مستمر ودؤوب ومتصاعد دوماً..!

 

فيا شباب ... هي والله نصيحة من اخ جرب دروب كثيرة وخاض في امور عسيرة.. وعلق في علائق واوقفته عوائق وسلك طرقاً فرعية وعاد الى ما قبل الدخول بدون فائدة سوى التعب والنصب... هذا هو طريقكم لا يستقيم لكم دون معرفة هذه الثلاث النفس والله والطريق... فاستقيموا.. وتعلموا... وروضوا انفسكم... نسال الله عزوجل النجاة منها على خير..

 

نصحية: كلما اردت ان تزيد من سرعتك الى الله عزوجل... فتخفف.. كلما تخففت من ذنوبك واثقالك كلما كنت اكثر سرعة ومضياً لله عزوجل.. وكلما تخففت من متاع الدنيا... كلما اقتربت اكثر.. فالتخفف التخفف يا شباب..

هذا مختصر من مختصر من مختصر.. فحول هذه الثلاثة المحاور يدور كل كلام العلماء.. وهذا لا يغني باى حال من الاحوال.. انما هو فقط عناوين يتوجب على كل منا ان يطلع على التفاصيل ويقرا ويتعلم..

 

على السريع:

*خالد الجندي: حسان ويعقوب والحويني لا يصلحون للفتوى JJJ

احد الاشياء الموجودة بالطريق اضفها من عندي.. هم.. المتمحكون... الذين يزعمون انهم ينتمون الى الدعوة والدعوة براء منهم.. ولكن سبحان الله ينظر المرء اليهم ويلفظهم البعيد قبل القريب.. وكأن الله عزوجل يرينا فيهم اية... هزلت والله .. حتى الجندي بكل فضائحه ومخازيه اصبح يتكلم...صدقت يا رسول الله صلى الله عليك وسلم انه زمن الروبيضة 

 

*انتخابات مجلس الارشاد وتغير المرشد والفشل السياسي..!

كثر الحديث في هذه النغمة.. الفشل السياسي وبرنامج الاخوان.. حتى طرحت احد المفكرات"الدكتورة هبة رؤوف" اطروحة بان يستقيل المرشد وتغيير البرنامج وحكومة ظل وو... وايدها ولف في سيرها الكثيرون.. ممن اعتبوا مسالة انتخابات مجلس الارشاد قضية عظمى وشفافية ومش شفافية...... فقط نصيحة ... هل تعرفون مشكلتكم ومشكلة جماعة الاخوان حالياً ماذا؟؟؟ انكم تنظرون اليها كحزب لا جماعة دعوية... وبالتالي اطروحاتكم واصلاحاتكم تنظر الى الاصلاح من منطلق دينوي فهو الحديث ذاته حينما اتحدث عن اصلاح حزب علماني او يساري او ليبرالي...!!

فاذا تعاملتم بهذه الطريقة فسيكون حالكم مثل حال اخوان مصر والاردن  ومن سار على هذا النهج الان من فشل الى فشل.. على جميع المستويات...!

حينما تتوصلون الى اصل المشكلة.. وهي التربية الحقيقية وانشاء كادر مرتبط باسلامه وقضيته ومنهج رسوله تطبيقاً لا قولاً وتنظيراً.. متعلماً لامور دينه لا قشورها... ساعتها بامكاننا ان نتحدث عن نجاح على جميع الاصعدة لان النظرة حينها ستختلف في امور كثيرة للغاية... ولكم في حماس قدوة حسنة...!!

حماس ربما هي الفصيل الوحيد للاخوان الذي يقفز من نجاح الى نجاح اكبر سواء على المستوى الجهادي او السياسي او التنظيمي او التربوي... بل ازعم انها  افضل الحركات الاسلامية في العالم التى تجمع بين هؤلاء الاربعة... فاذا سالتم عن السبب... ردت عليكم التربية... وقارنوا بين احد قادة شباب حماس السياسين "مشير المصري 28 سنة" وخطاباته وبين خطابات الشباب السياسين هنا وستدركون الفارق الشاسع...!!

لنفترض انه غداً تم تغير برنامج الاخوان والمرشد وتم تشكيل حكومة ظل .. هل ستحل مشكلات الاخوان... لا والله... انظروا لمن حولكم من الاحزاب وهي تغير قائد وبرنامج وو وتسير من فشل الى فشل ايضاً... !!

فان سرتم على طريقكم هذا .. والله لن تصلوا ولو بعد مائة عام بعد الثمانين الماضية..!!

 

*حماس من جديد.. ونصر جديد يضاف الى الرف الملئ.. بعد تهديدات وجعجعات من العدو.. ارغم على توقيع اتفاق التهدئة وراسه في التراب... بعد صمود سياسي وجهادي مذهل من حماس.. زادكم الله عزا وفخرا.. ويسر لكم.. وفتح عليكم...

 

 

 *"جيش في رجل".. عماد.. ثماينة وعشرون عاماً... لو اردتم النجاح يا هؤلاء... فانظروا كيف تربى هؤلاء.. في الفيديو.. يتحدث الشهيد واباه عن الانتقال من مسجد لاخر على ان الانتقال مرحلة فاصلة.. لمجرد انه انتقل من مسجد لمسجد... لكن هم تعاملهم مع المساجد ليس كشأننا.. مساجدهم هي حياتهم... ولهذا نجحوا...!!

شاهد الفيديو الجزء الاول.. الجزء الثاني... "من اروع ما شاهدت في الفترة الاخيرة.. اسال الله ان يلحقنا بالشهيد مقبلين غير مدبرين فوالله قد احببناه دون ان نعايشه"