الاقصى
#navbar-iframe { height: 0px; visibility: hidden; display: none; }

Monday, June 02, 2008

هذا هو الطريق..1

السلام عليكم ..


 


شخص سمع كثيراً عن شرم الشيخ وعن جمالها وروعتها..فقرر ان يذهب هذا الصيف الى  شرم الشيخ.. وقرر ان هذا هو اتجاهه ومش هيبعد عنها.. يعني لو حد قاله الغردقة او الساحل او غيره فهو عارف اتجاهه كويس شرم الشيخ مش غيرها..


طيب ماذا يحتاج للوصول اليها؟؟


 


يحتاج ثلاثة اشياء:


1-ان يكون عارف شرم الشيخ كويس ويبتدي يجمع معلومات عنها وعن الفنادق الي فيها وافضلهم وعن السفاري وعن وعن...باختصار سيقوم بتجميع معلومات شاملة عنها.. فليس معقولاً ان يكون قاصداً مكان وهو لا يعلم عنه الا انه كويس وجميل..!


2-وسيلة تنقل.. ودي هتفرق اوي.. هتفرق بين واحد راكب عربية ومظبطها ومجهزها ومتاكد تماماً من الزيت والكاوتشات والاستبن وما الى ذلك.. وبين واحد طالع كده وخلاص من غير ما يتاكد من حاجة.. هتفرق بين واحد طالع ب BMW وبين واحد طالع بعربية 128 هو الي هيوصلها زق مش هي الي هتوصله.. هتفرق بين واحد عارف ان الطريق طويل وممكن يكون صعب فجهز عربيته كويس لكده.. وبين واحد طالع عشوائي كده من غير ما يعطي اهمية لطول الطريق ومشقته.. فهتلاقيه بيقف كل شوية يغير زيت.. او يغير الكاوتش.. او يقف في استراحة يظبط حاجة.. وواحد واخدها بنفس واحد..


3-الطريق: مهم اوي يكون عارف الطريق..وعارف ان في حاجات لازم يستعدلها.. زي اللجان لازم يستعدلها بالرخص.. وزي الردارات لازم ميعديش السرعة.. وزي مناطق وملفات معينة لازم ياخد حذره منها.. عشان في ملف معين لو ماخدوش هيكون طريقه غلط.. لازم يفضل ملتزم بالطريق السريع الرئيسي ومياخدش طرق فرعية مش هتوصله لحاجة بل وربما هتضله وهيتعب اوي عشان يرجع للطريق الرئيسي مرة اخرى..!


 


اما الاولى فهي معرفة الله عزوجل...واما الثانية.. فهي النفس التى ستقلك الى الله عزوجل ومعرفة افاتها وعيوبها وتجهيزها لمشقة الطريق.. واما الثالثة... فهي معرفة الطريق نفسه وعوائقة..!


 


اما الاولى:


اى مسلم في هذه الدنيا هدفه شئ واحد "رضا الله عزوجل"... يعني هو يبغي الجنة برضا الله عزوجل وهو يبغي نصرة الامة واعادة مجها وعزتها لكي ينال رضا الله.. وكل ما يفعله مرده وغايته شئ واحد: ارضاء الله عزوجل..


طيب.. هل يجوز ان تحاول ارضاء شخص بدون ان تعرفه.. مثال.. انت تعرف شخص لديه افضال عليك من قمة راسك حتى اخمص قدميك..لا تعرفه كشخص.. لكن تعرفه اسماً فقط.. يعني هو صديق لصديق لك.. فتسمع عنه فقط لكنك لم تقابله.. وفي نفس الوقت انت تعيش على افضاله..ولا يبخل عنك بشئ..


طيب في وقت من الاوقات منع عنك شئ..فانت في دماغك ايه ده ليه بيعمل كده..هو في ايه.. وانت لا تعرف السبب .. لانك لا تعرفه معرفة جيدة فلا تعرف ماذا يقصد من هذا..!


وانت لا تعرف السبب .. لانك لا تعرفه معرفة جيدة فلا تعرف ماذا يقصد من هذا..!


بعض السلف كان يعظ تلاميذه.. فقال الا تستحيون من الله؟؟ ثم سكت وقال.. وكيف تستحيون مما لا تعرفون..؟


قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا ولم يذوقوا أطيب شئ فيها, قيل وما هو؟ قال معرفة الله ..


 


كلنا يتكلم عن رضا الله.. وان هذا هو كل ما يرجوه في حياته.. طيب ماذا يعرف عن الله عزوجل.. هل يعقل ان يدعي شخص انه يحاول ارضاء احد وهو لا يعرف عنه الا القليل؟؟


مثال:كل شخص يحب ان يعرف عن زوجته ادق التفاصيل عن حياتها وكيف تقضيها ووو..لانه يحبها... لكنه من غير المعقول ان يدعي حبها حقيقة وهو لا يعرف عنها الا اقل القليل..!!


اذن بهذا المنطق كيف ستتعامل معه؟؟ وكيف ستفهم مراد ومقصود الله عزوجل في اشياء كثيرة في حياتك؟؟


مثال: هل تعرف معنى اسم الله القدوس؟؟ هل تعرف الفرق بين الرحيم والرحمن؟؟ بكم اسم من اسماء الله تعالى تدعو في صلاتك؟؟ بل لو قمت بكتباتها.. كم ستكتب؟؟ جرب كده.. الاخ المعدي او الاخت الي مقطعة الدنيا هيكتبوا بالكثير 40-50 اسم...!!


طيب لو نظرت مما كتبت كم من الاسماء دي انت تعرف معناها والمراد بها وكيف تفهمها بلا تعطيل او تكيف وكيف تدعوا بها؟؟


 


الان اصبح علم التوحيد والعقيدة يدرس للحفظ.. بمعنى انك تريد ان ترد على شبهات الملاحدة والعلمانين وو فتبدأ بالعقيدة.. ثم تنتقل الى شبهات المعتزلة و المعطلين والمكيفين والممثلين لاسماء الله تعالى..فتنتقل الى التوحيد.. وتبدأ في الحفظ.. بان هذا الاسم معناه كذا ولا يجوز ان يتم تاويله ليصير المعنى كذا للرد على شبهة المعتزلة بكذا.. اى اصبح مجرد علم للحفظ والرد على الشبهات فقط.. وهذا شئ خطير حقيقة.. لان مرد كل علم والمراد منه هو القرب من الله عزوجل.. ان ان اكون عالماً بالشبهات والرد عليها فهذا شئ رائع.. لكن الاروع ان يمتزج ذلك بمراعاة المعاني الايمانية التى تصل الى القلب.. وكيفية الدعاء بالاسماء وكيفية استخراج الخواطر منها وتطبيقها على ما يحدث حولنا فيزداد القلب اشراقاً ونوراً بمعرفة لله عزوجل... اما من ياخذون العلم لمجرد الحفظ فقط فمن الطبيعي ان لا يصل الى قلوبهم شيئاً..فلا تجد تطبيقاً على الارض.. فقط علم في الراس بلا تطبيق... وهذا مطلوب حقيقة من دعاتنا ان يهتموا بهذا الامر..!


يقول الامام الذهبي رحمه الله:" طلب العلم شديد ، وحفظه أشد من طلبه ، والعمل به أشد من حفظه. "


 


مثال اخر قريب منا.. التوكل.. كلنا يزعم ان هذا الاسم قريب منه.. وانه وكل الامر كله لله عزوجل.. بس تعالى لننظر في حقيقة الامر.. كل يدعي التوكل عندما لا يكون هناك اختيار اخر.. تبدأ في القول.. لقد تركت الامر كله لله تعالى... بينما لو امامك اختيار اخر ستسعى فيه بكل قوتك ولن تتذكر ان الامر في البداية والنهاية لله عزوجل وعليك ان تسلم الامر له.. الا ربما بعد انتهاء الامر...


اقل لكم شيئاً.. لما يحدث لاى شخص مشكلة امنية.. اول شئ بيفكر فيه ايه؟ طب اتصل بفلان الي يعرف الشخصية الفلانية.. او اقل لوالدي يتصل بعدد من اصحابه الي يخلصوا الموضوع .. او اتصل بفلان الي هيخلصلي الموضوع او او..


الجيش.. ستجد الكل الا ما ندر.. يبحث عن واسطة من هذا وذاك للخروج منه.. وربما يعتمد على شخص معين اعتماد شديد.. ويقله انا معتمد عليك اعتماد كامل "بعد الله"الله يكرمك .. وعندما لا يحدث هذا تجده يقول طب انا هعمل ايه دلوقتي طب طب.. انا هوكله اصلي مليش غيره... يعني دلوقتي.. طب ما كان من الاول..!!


لو فهمنا معنى التوكل حقيقة لما حدثت لنا مثل هذه المشاكل.. بل وربما عندما يحدث لك اى شئ.. تكن راسك في السماء.. بدون الاعتماد على اى شخص من اهل الارض.. فانت وكلت خالق الارض والسماء..!


حد مستشعر الموضوع ده.. حد مستشعر انك تروح لاى حاجة من غير "كارت" .. لانك اخذت "كارت" من الله الوكيل..!


 


الامر ليس مجرد حفظ بان التوحيد ثلاثة انواع توحيد ربوبية والوهية واسماء وصفات... الامر استشعار هذا.. وان يكن للقلب النصيب الاكبر من هذا العلم..


 


طيب عشان ناخد خطوات عملية نعمل ايه:


في البداية يجب على كل منا ان ياخذ في البداية فترة.. اسبوع كمثال يستمع فيه لمحاضرات ويقرأ عن نعم الله عزوجل علينا.. يعني يستمع لحب الله للعبد ويستمع لحسن الرجاء واستمع للخوف ويستمع لحسن الظن بالله ويستمع لنعم الله علينا.. ويستمع ويستمع... لاى داعية يحبه.. يخرج من هذا الاسبوع ولديه في البداية قوة دافعة لبدأ المعرفة الحقيقة عن الله عزوجل...ويبدأ من الاسماء والصفات.. من الشروح الجيدة في هذا الموضوع:


اسماء الله الحسنى للدكتور راتب النابلسي


اسماء الله الحسنى للشيخ  هاني حلمي


كتاب النهج الاسمى في الاسماء الحسنى.. للكاتب محمد حمود النجدي


 


اما الثانية: النفس..


بعد ان تبدأ في التعرف على الله عزوجل.. وعلى الكمال في صفاته وافعاله جل وعلى.. الشق الثاني ان تبدأ في التعرف على نفسك.. وكم هي ضعيفة مليئة بصفات النقصان على نقيض الله عزوجل تماماً.. فتبدأ في الفهم كم انت ضعيف بدون الله عزوجل.. كم انت خاسر بعيداً عنه.. كم انت... كم انت ...!!


لو اطلعت على صفات النفس في القران التى قاربت العشرين مثل""ضعيف"وخلق الانسان ضعيفا--- "ظلوم لنفسه جاحد لنعمه ربه" إنه كان ظلوما جهولا ---"خصيم"فاذا هو خصيم مبين---"غرور" يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم---"كفور بنعمله الله عليه" وكان الانسان كفورا---"جهل"ويقول الانسان ائذا ما مت لسوف اخر حيا.. اولم يرى الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا..---"بخيل" وكان الانسان قتورا---جدل "وكان الانسان اكثير شئ جدلا"...الى اخر الصفات المذكورة في القران


 


تزداد معرفة لضعف الانسان وجهله ودنائته بدون الاستعانة بالله عزوجل.. بعيداً عن خالقه ورازقه.. لكنه قوى مترفع عن الدونيات شامخ في السماء بعيد عن الصغائر..بالاستعانه به والقرب منه والعبودية له والذل...


اذن هذا شق.. تعرف نفسك لتعرف انك ضعيف خاسر بدون الاستعانة بالله عزوجل .. وبالاستعانه به انت قوى عزيز الى اخر هذه الصفات...


يقول ابن القيم في طريق الهجرتين:


"الفقر فقران.. فقر اضطراري ، وهو فقر عام لا خروج لبر ولا فاجر عنه، وهذا لا يقتضي مدحاً ولا ذماً ولا ثواباً ولا عقاباً.


والفقر الثاني .. فقر اختياري هو نتيجة علمين شريفين: احدهما معرفة العبد بربه.. والثاني معرفته بنفسه...


فمن عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق.. ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام.."


 


الشق الاخر.. تعرف نفسك لكي تحكمها.. وتسيرها وترغمها على السير حسب ما تريد انت لا حسب ما تريد هي.. يقول الشيخ البوطي:


" النفس هيّ مجموعة الرغائب الشهوانية الغريزية التي تجمح بالإنسان وتدفعه إلي الإستجابة العملية"


فبالتالي حتى تهذب نفسك وتسيرها وتقودها.. لابد لك من معرفتها... النفس تميل الى الرياء وحب الظهور والشهوات والغنى والملك.. فاذا لم تعرفها جيدا وتعرف آفاتها وكيف تتعامل مع هذه الافاتً .. ستتغلب عليك وتصبح هي القائدة لك وليس انت القائد لها... وبالتالي تصبح في حياتك كلها عبد لشهواتك ونفسك...


قال مالك بن دينار: رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ألزمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائداً


 


وبالتالي من الهام للغاية معرفة النفس بصفاتها المذكورة في القران كما قال الله عزوجل .. ومعرفة افات النفس وكيفية مواجههتها والتعامل معها.. فهذان محوران في غاية الاهمية.. وهي التي ستحدد كيف ستكون نفسك معك في الطريق..


هل استطعت التغلب عليها وترويضها فهي تسير حسب ما يريد الله عزوج فتقطع الطريق كافضل ما تقطعه السيارات.. ولا مش اوي فتمشي شوية وتقف شوية.. ولا هي مسيطرة عليك تماماً فطول الوقت شبه واقف او بتمشي بسرعة 10-15...


 


اذن الخلاصة.. معرفة النفس جيداً عن طريق الصفات المذكورة في القران...ثم معرفة آفاتها وطريق علاج هذه الافات.. بالاضافة الى معرفة انواع النفس" الامارة واللوامة والمطمئنة" وصفات كل منها حتى تتحرك من خطوة لاخرى...


 


حقيقة الكلام يطول كثيراً وكثيراً واذا فتحنا فلن ننتهي.. فائمة وعلماء السلف كتبوا في هذين الجزئين كتباً ومجلدات..يكفي كتب ابن القيم وحده.. ولا يمكن باى حال من الاحوال تلخيصها في مقال او اثنين.. لكننا فقط نحاول ان نطل على العناوين التى توصل الى بداية الطريق الصحيح..الرئيسي بعيداً عن الطريق الفرعية الكثيرة..


 


 


المرة القادمة باذن الله تعالى نتكلم عن الشق الثالث وهو الطريق .. بالاضافة الى الخلاصة باذن الله تعالى..


 


------------------------------


 


*في هذا الجزء لا يفوتني ان انسى هذا الشيخ الفاضل .. فلقد كان له علي فضل كبير.. وحقيقة اراه من افضل المعاصرين الذين يتكلمون في التزكية والتربية..


وقد اعلن عن افتتاح مدرسة ايمانية.. ستفيد من يدخل فيها خير الافادة.. فلا تحرموا انفسكم منها


 


*"وقل لن يسبقني الى الله احد".. كنا نضعه ونقوله في اعمال سهلة بسيطة لا يكن فيها منافسين كثر.. لكن لما تدخل في الجد.. تعرف انك لست مؤهلاً لقول ذلك اصلاً.. فامامك الكثير والكثير...أسال الله عزوجل ان يرزقناً همماً مثل هممهم..واخلاصاً قولاً وفعلاً...


 


*اعتذر عن الاطالة


بالله عليكم ... لا تنسوني من دعائكم... بدعوة بظهر الغيب .. لن اسامح شخصاً قرا ولم يدع للكاتب..

Labels: ,

4 Comments:

At 6:15 PM, Blogger belal said...

ايه يا أخي
بعد البوست دا كله

تقوللي مش هسامح اللي قرا ومادعاش

دا فخ ولا ايه


..

 
At 4:13 AM, Blogger خديجة عبدالله said...

رائعة لا تعقيب أكثر من ذلك

جزاك الله كل خير ونفع بك ووفقك لما يحب ويرضى وجعلك من سعداء الدنيا والآخرة (أعتقد دعينا اهوة مسامحنا حضرتك إن شاء الله)..تجسد تدوينة حضرتك المسلم جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

لكنها طوووووويلة جدا جدا

 
At 5:25 PM, Blogger البتول said...

حقاً ..
ان النفس ضعيفة وأمارة بالسوء
وطريق الالتزام صعب ، ولكنه يوصل إلى الجنة وبذلك تهون كل الصعاب والعوائق
فاللهم زدنا معرفة بك وارزقنا الجنة
جزاك الله خيرا كثيرا على هذه المواضيع
وفقك الله ونفع الله بما تكتب

 
At 2:40 AM, Blogger بنت الصالحين said...

ربنا يكرمك ويوفقك

وتدوينه رائعه

بس بلاش تطويل اليومين دول بس
:)))

 

Post a Comment

<< Home