في الجامعة

في الجامعة...

 

عادة لا اذهب الى حرم جامعة القاهرة كثيراً.. فانا كليتي (هندسة)... لها مباني منفصلة خارج الحرم الجامعي.. وبالتالي لا ادخل إلى الحرم الجامعي كثيراً.. ولكن ادخل من حين لاخر... كان اخر هذه المرات منذ يومين... كان عندي إجتماع كده في كلية سياسة واقتصاد.. فكنت رايح.. وكان الساعة 1 يعني في ساعة اغلب الناس بتكون موجودة فيها...

الحرم الجامعي لمن لا يعرفه عبارة عن مباني كثيرة بالاضافة إلى حدائق كثيرة وديسكات....

 

صدقاً والله ربي... وانا في الطريق إلى الكلية.. كنت اسير وقلبي يعتصر...الماً وحزناً..  كنت من كل قلبى احمد ربي ان جعل لي عقلاً.. كنت من اعماق قلبي احمده ان جعلني مشغولاً في اغلب الاوقات... تذكرت كلمة قالها لي صديق عزيز... في موقف مثل هذا.. قال..." صدقاً نحمد الله عزوجل ان جعلناً نحمل هم امتنا... رغم ذنوبنا ومعاصينا الا ان هذه نعمة تستوجب احر الشكر..."...

 

كنا نرى هذه المظاهر كثيراً.. سواء في الشارع او لما كنا في المدرسة  او لو بتقعد في كافيه مع اصحابك او او... لكن في النهاية العدد يكون محدود.. يعني اقصى مكان تذهب اليه وترى مثل هؤلاء لن يزيد عن مائة مائتي فرد...

 

لكن ان ترى المئات من الطلبة.. يتعدون البضعة الاف... وهم فارغي الرؤوس بحق في مكان واحد فهذا شئ شنيع.. 

كنت اسير داخل الجامعة وارى الشباب والبنات منقسمون إلى شلل كده.. كل شلة 3-4 ولاد على زيهم من البنات... بعضهم قاعدين في حدائق الحرم الجامعي... والله تشعر فعلاً وانت تمر بجوارهم بنعمة اسمها العقل... كل واحد عايز يعمل اراجوز عشان يتمنظر ادام البنات ويستخف دمه الثقيل عشان يضحكهم... وكل بنت لازم تعمل ادام الولاد انها البنت الي مجابتش مصر زيها....

 

هذه الشلل الجماعية.. نيجي باة للديسكات الي موجودة في الجامعة.. امر واحاول بكل جهدى ان ابحث عن ديسك  يجلس عليه فردان من نفس الجنس فلا اجد.. كل ديسك قاعد عليه واحد زانق نفسه ولازق في حبيبته وقاعدين يهيسوا...

 كنت فعلاً مخنوق وقلت خلاص انا وصلت للكلية باة وباذن الله هخلص بسرعة وامشي.. طبعاً مش هتكلم على لبس بنات سياسة واقتصاد وتجارة انجلش.. مش مشكلة.. اللبس دي بالنسبالى مشكلة بسيطة جداً بالنسبة لانسان كل ما يفعله في حياته هو التفاهة... المهم بدانا الاجتماع.. وبعدين احنا قاعدين في حتة واسعة كده وانا بتكلم وناس قدامي بتسمع ففى نص الميتنج لقيت الناس بتضحك فببص ورايا لبعيد شوية.. لقيت بعيد عننا شوية في اخر الطرقة كده.. ولد وتلات بنات يعني شكلهم مش اقل من سنة تالتة او رابعة.... الاساتذة بيعملوا ايه.. لقيتهم جايبين تورته وبيبسي وشوية حاجات كده.. انا بصراحة كنت تعبان اوي من الصبح فنفضت لانى مكنتش مركز اوي.. بعدها بشوية ببص عليهم لقيتهم حاطين شمع على التورته وبيولعوه.. وتقريباً بيغنوا هابي بيرس داي تو يو... بصوا انا ساعتها فعلاً مقدرتش امسك نفسي من الضحك انا والناس الي في الميتنج.. وكلنا بنقول ايه الهبل ده... بس بعد ما مشيت والله صدقاً كان قلبي يبكي.. هما دول شباب المسلمين... هما دول احفاد خالد والقعقاع وصلاح الدين وقطز!!!!! هما دول حفيدات خديجة وعائشة وام سلمة والخنساء وسمية!!!!!

 

صعب اوي يكون تفكير شباب المسلمين بالتفاهة دي... صعب اوي اوي.. والناس تيجي تقول النصر بعيد... وليه مفيش نصر.. وليه الذل ده... ما اكيد لازم يكون في ذل واكيد لازم يكون في هزيمة...

تعالوا كده نبص على الكورة الارضية دلوقتي... غمض عينك وحط صباعك على اى حتة من الخريطة.. هتلاقي في مكان صباعك دم مسلمين... في كل مكان في العالم يراق دم المسلمين.. وتنتهك اعراضهم.. وتغتصب نسائهم.. ويقتل اطفالهم وشبابهم... انظروا إلى فلسطين والعراق والشيشان وافغانستان وتايلاند وكشمير والفلبين والصين والسودان والصومال و..... كمل انت باة....

والله حال المسلمين يبكي دم مش دموع... لكن الي يبكي اكتر... حالنا احنا.. حال شبابنا الي مش حاسس بحاجة...  شبابنا الي عايش في فراغ وتفاهة ولا يدرى بدماء اخوانه من بني امته التى تسفك في كل مكان..

والله لي اصدقاء صدقاً انظر اليهم واتحسر.. هذا الصديق الي كل هدفه وكل حياته انه يلبس الماركة الفلانية ويكون لبسه ماشي على الموضة ازاى... والتاني الي كل هدفه في حياته ان يصاحب ويمشي مع بنات.. والتالت الي كل الي بيعمله في حياته انه بيشرب حشيش ومخدرات .. والرابع الي يقعد يلعب استيمشن بالاتناشر والتلاتشر ساعة... والخامس الي كل الي بيعمله في حياته انه بيقعد مع اصحابه في الكافيه كل يوم وبس... والسادس الي قاعد طول اليوم على النت بيعمل شات.... والله من كل نموذج من دول اعرف الكثييير و منهم اصدقاء لي منذ زمن طويل.. وصدقاً والله كلما اتقابل مع بعض اصحابي من اصحاب هذه النماذج.. وكل واحد فيهم فاكر نفسه الشاب المعدي وان هي دي الحياة.. والله صدقاً بيصعبوا عليا.. والله فاهمين الحياة غلط.. وتحاول رغم كل شئء انك تجبهم معاك في اى درس دين ولا اى نشاط خيري.. ولا حتى اى حاجة تخرجهم من حالة الفراغ وعدم وجود هدف التى يعيشون فيها..

 

بغض النظر عن السبب الذي جعل شبابنا بهذه التفاهة الا ان مسئولية كبيرة وضخمة تقع على  الملتزمون..  مسئولية زرع الهدف وحمل هم الامة داخل هؤلاء الشباب... مسئولية ان نجعل هذا الشباب عنده سرطان ينتشر في جميع اعضاءه واجزاء جسمه وكل فكره.. اسمه العمل لهذه الامة.. ان يكون هذا الشباب كل فكره وهدفه في حياته ان تنهض هذه الامة.. ان يهب حياته بكل ما فيها من جهد ومال ونفس .. لشئ اسمه... الإسلام... وياله من شرف...

 

 

مباركات..

اجازة نصف العام هذه السنة كانت فعلاً في غاية الغرابة... ما يقرب من 6 من اصدقائي ارتبطوا.. سواء خطوبة او كتب كتاب او زواج.. وللاسف الشديد لم استطع ان اذهب إلى كثير منهم لانى صدقاً كنت في غاية الانشغال.. فاعتذر من هنا أشد الاعتذار لعدم تمكني من الحضور..

اعتذر للصديق العزيز ابراهيم عصام العريان.. والاخ العزيز محمد عبدالناصر.. واخي الكبير محمد رمضان... والصديق العزيز حاتم...

وايضاَ احب ان ابارك لاخ واخت شاء الله عزوجل ان يرتبطا في هذه الاجازة.. وانا اعرف الاثنين منذ زمن بعيد.. وتقريباًَ لم اكن اتخيل حدوث هذا لانهم بعيدون كل البعد ولا شئ يجمعهم ببعض.. ولكنه توفيق الله عزوجل الذي جمعهم ليشكلوا ثنائياً مميزاً.. اسال الله عزوجل ان يبارك لهم ويتتم عليهم بخير... مبروك يا احمد... ومبروك يا ايمان..

اسال الله عزوجل ان يبارك للجميع ويبارك عليهم ويجمع بينهم في خير.... وعقبال كل شباب وفتيات المسلمين باذن الله تعالى