ومرت 20 سنة...

 

ومرت 20 سنة..

يوم 15/3 الي فات بقى عندي 20 سنة.... ياااه بجد الايام بتعدي.... والواحد فعلاً في كل لحظة بيتحسر على الايام الي فاتت... والايام الحلوة الي فاتت وايام الطفولة واحداثها الي عمرها ما بتتنسي...

ياه الواحد لسه فاكر لحد دلوقتي ايام ما كان عنده 5 سنين لما كنت عايش مع اسرتي في حلوان واحلى ايام قضيتها مع جدي ايام ما كانت اختى الكبيرة بتروح المدرسة ووالدتي ووالدتي في الشغل...

 مش هنسى لما كنت بستنى اسمع الادان  عشان اجري على جدي عشان اروح المسجد اصلي معاه.. عشان عارف انه هيجبلي كورة بلاستك بعد الصلاة وعارف ان غالباً قبل الصلاة الي بعدها او بالكتير اوي اليوم ده هكون مفرقعها....

مش هنسى شجر الجنينة بتاعت البيت.. مش هنسى شجرة الجوافة الي كنت بحب اطلع فوق الجراج عشان اجيب الجوافة منها وفي الاخر برضه ماكلهاش.... مش هنسى شجرة التوت الكبيرة اوي الي كنت بقعد انا وابن خالي نهزها او نرمي عليها طوب عشان ينزل شوية توت.... مش هنسى الفرن الصغير بتاع الشوي الي كانت عاملاه جدتي في الجنينة عشان تشوي فيه..

مش هنسى لما كنت بلعب بالعجلة في البلكونة الكبيرة بتاعت الشقة.. وكان لازم دايماً اقع بالرغم من انها عجلة بتلات عجلات...

مش هنسى ازاي كنت بستنى اخر الاسبوع عشان اخرج مع اهلي.. وعشان والدتي تروح تقابل صاحبتها.. فاقابل اولادهم.. مش هنسى ايناس او رنا او دينا او محمد (الكلبوزة) اخو رنا...

مش هنسى لما عزلنا وجينا سكنا في الدقي.. واصحابي الجداد...

 مش هنسى عبدالرحمن الي كنا انا وهو بنشكل ثنائى الحرائق المميز.. مش عارف ليه.. بس كان عندنا هوس باننا نولع حرائق...في فترة حوالى شهرين.. كنا مولعين اكتر من 6 حرائق في المنطقة التى نسكن بها..  بس الحمد لله كلهم مكنتش بتحصل منهم اضرار قوية وكانت بتتلحق.. مش هنسى في مرة كنت طالع على سطح عمارتنا لقيت ورق كتير اوي... وده كان اغراء كبير اوي بالنسبة لنا... وطبعاً مكدبناش خير... وفي ظرف خمس دقايق كنا ولعنا الورق... وبدات الحريقة تزيد جامد والدخان يطلع جامد اوي.. وساعتها طبعاً.. كان لازم ابيع... الحريقة في العمارة بتاعتها يعني ولو اتمسكت هتعلق ..وخصوصاً انى كنت ساكن في الدور الرابع.. الي هو قبل الاخير...ومكدبتش خبر.. قلتله بص يا عبده باشا انا عايز اخش الحمام... وطبعاً مطلعتش تاني... ونزلت ودخلت ووشي وايدي فيهم سواد من دخان الحريق .. وماما تقلي ايه ده.. اقلها لا دول شوية طينة بس من اللعب.. واستحميت اجباري وبكل براءة دخلت نمت... المهم صحيت.. لقيت ماما بتبصلي بصات غريبة.... وقالتلي (كان عندي ساعتها حوالى 9-10 سنين) .. هو حضرتك الي بتعمل الحرايق.. (لحد الوقت ده كان فاعل الحرائق مجهول الهوية) .. انا لا طبعاً يا ماما.. ده انا حتى بكره النار ... وطبعاً كذب في كذب باة.. المهم طلع الراجل الي في الدور الاخير حس بالحريقة وطلع ذهل لانها كانت عالية اوي.. وطفاها بسرعة.. وكان الضحية عبدالرحمن.. وطبعاً مع اول وش قالهم ده براء السبب.. والمنطقة كلها عرفت ان براء وعبدالرحمن هما سبب كل الحرائق الي فاتت... وطبعاً ساعتها اتحرمت من الخروج والمصروف لمدة اسبوع... مع علقة محترمة.. تقريباً معملتش حريقة بعد كده..

مش هنسى معاذ صديق الطفولة... الي كانت الناس دايماً بتفتكرنا اخوات من كتر ما احنا قريبين من بعض ومع بعض على طول....

مش هنسى الشلة الضايعة.. خالد ويحي ووسام  وعمر وميدو وحازم وجيمي ومحمود وكتييير....

مش هنسى لما كنت في رابعة ابتدائى تقريباً... وجت ماما قالتلي انت بقيت راجل دلوقتي يا براء (ماما دايماً كانت بتعرف تسجدنى ).. والراجل المسلم الصح مينفعش يلعب مع بنات... وفعلاً عشان اكون المسلم الصح.. بطلعت العب مع بنات... حتى من جيراني...

 

مش هنسى المدرسة .. والي كان بيحصل فيها.. مدرستى كانت في اخر شارع الهرم... فكنت بروح بالباص بتاع المدرسة... الي كان بيخليني اصحى الساعة 6 الصبح عشان البس واجهز للباص الي يعدي عليا الساعة 7... ومكنتش بكره حاجة في حياتي زي كده....وهو الصحيان بدري... والباص ده كان حوار لوحده.. لانى من بيتي لحد المدرسة بالباص حوالي نص ساعة.. فكان لازم النص ساعة دي يتعمل فيها اى حاجة.. وكانت الضحية دايماً بتكون مشرفة الباص.. مش عارف ليه.. بس مش هنسى عبدالله الي كنت انا وهو عاملين ثنائى على اى مشرفة باص .. كنا مفيش مشرفة الا لما نخليها تكرهنا.. انا فاكر في سنة تانية اعدادي تقريباً... جالنا 3 مشرفات باص كل واحدة تقعد شهر ولا حاجة وتخلع... بسبب الثنائي الضايع ده.. وطبعاً كان لازم نعدي دايماً على مدير المدرسة (الي لسه فاكر اسمه.. مستر زين) عشان المشرفات بيشتكولوه..

مش هنسى نانسي الي كانت ساكنة جنبي.. ودايماً كانت تيجي متاخر على الباص.. والباص لازم يستناها على طول.. بينما لو انا اتاخرت يوم خمس دقايق مكنتش بلاقى الباص.. (ومن هنا نشات على التفضيل المميز للبنت على الولد وليس العكس)..

مش هنسى مي الي كانت معانا في المدرسة في ابتدائى الي مش عارف مكنتش بطيقها ليه .. مكنش فيه بيني وبينها عمار خالص... يمكن عشان هي كان شعرها طويل شوية وكانت دايماً بتيجي كل يوم المدرسة وهي واخدة دش (وانتوا عارفين طبعاً مفيش حاجة بيكرهها الاطفال الصغيرين وخصوصاً الولاد منهم زي الاستحمام .. ايام ما كنت صغير باة)... مش عارف مكنتش بطيقها ليه بصراحة.. بس كنت بحس لما بتيجي تقعد معانا انها بتكلمك وهي معتبرة نفسها ملكة جمال الكون مثلاً...

مش هنسى ندا... الي كانت معانا في المدرسة وبرضه كنت بكرهها طحن وانا صغير.. كانت اكبر بكذا سنة بس كانت بتروح معانا في الباص  بس برضه كانت شايفة نفسها.. وانا مش بكره حاجة في حياتي زي الغرور او ان حد يكون شايف نفسه..

مش هنسى مسجد نور الاسلام بتاع الهرم الي كنت بحفظ فيه في الصيف...الي رحته لمدة تلات سنين في الصيف... كان في الصيف كل يوم من 10 -1 ....وهو من احسن المساجد الي بتحفظ في منطقة الهرم والمهندسين.... ولسه شغال لحد دلوقتي وبيخرج كل صيف ما يقرب من 7-8 خاتمين... مش عارف ليه برضه في الاول مكنتش بحبه.. يمكن لانى بصحي بدري... او لانه بعيد عن بيتي ... بس في الاخر كنت بدات احبه اوي خصوصاً بعد ان بدات ارتبط بعدد من الشيوخ وعدد من الاصدقاء هناك..

مش هنسى تالتة اعدادي.. الي كانت احلى سنة ليا في المدرسة... كان بيدرسلي فيها مستر العربي الي اسمه استاذ كامل.. والي كان ليه فضل كبير اوي عليا في فكرى لحد دلوقتي.. هو كان شاب لسه صغير بس كان قلبه ينبض بالحرقة على مصر وعلى امته... وكان بيوصلك فكره الاسلامي بطريقة تجعلك لا تملك الا ان تحبه وتحترمه.. وفي السنة دي برضه تعرفت على اقرب اصدقائى ... (عبدالله وبرده ونحنوح واسامة صلاح واسامة نزيلي واسلام وووو)

مش هنسى الكشافة والي كانت بتعمله فينا.. مش هنسى المعسكرات.. مش هنسى مرة رحنا معسكر في مكان اسمه اوسيم .. ودي منطقة زراعية.. وجه وقت النوم فكان من كتر الناموس.. انك لو صفقت بايديك تلاقى 5-6 ناموسات في ايديك.. مش هنسى الكشافة البحرية واحنا صغيرين.. والكانوي (وده مركب تجديف صغير بيركب فيه اتنين).. وازاى كنا لازم نتقلب في النيل غالباً... انا فاكر اول مرة اتقلبنا... كلنا طلعنا خايفين طحن وعايزين نروح لاقرب صيدلية عشان نجيب اى حاجة للبلهارسيا وبتاع.. والناس بتوع التجديف قاعدين بيضحكوا علينا..واكتشفنا بعدها ان اى حد بينزل تجديف عادي اوي ان هو يقع ومفيش ولا بلهارسيا ولا بتاع... كنا شلة اصحاب ضايعة 10-15 واحد.. بس كنا مش طبيعين مش بنروح مكان الا ونقلبه...

مش هنسى فترة ثانوي ... والي للاسف يمكن كانت فيها الم كتير بالنسبة لي لانها كانت فترة انحرف كثير من اصدقائي... ويمكن دي اخطر مرحلة بيمر بيها الواحد.. مرحلة المراهقة.. وصحوبية البنات وشرب سجاير ومخدرات وو... وكلنا كنا بنشوف كوارث وماسي خصوصاً في المدرسة او الدروس (وخصوصاً الي كان بياخد في سنتر ) والنادي ووو... هي فترة خطيرة جداً في حياة المرء.. وللاسف الاهتمام الدعوي بها قليل جداً مقارنة باهميتها..

مش هنسى فترة جامعة والي هي يمكن كانت بداية انطلاقي وانتشارى.. لانى كنت الى حد ما مش اجتماعي اوي..  لكن بعد دخولى الجامعة وبداية فهمي لاهمية العمل لدعوة الله عزوجل  ولنهضة هذه الامة... بدات اختلط كثيراً بالشباب.. وقلبت الصفحة التى كنت فيها الى حد كبير غير اجتماعي..وفتحت صفحة جديدة مليئة بعشرات الاصدقاء من كل مكان .. ومليئة بالاجتماعيات والانتشار بقوة داخل المكان الذي توضع فيه.. واكتشف ساعتها اهمية ان يكون المرء اجتماعياً سواء على مستوى العمل العام او على المستوى الشخصى..

 

قصة حياة كل شخص منا مليئة بعشرات المواقف.. المؤلمة والمفرحة .. الشخصية والتى من الممكن ان تحكي... لكنها في النهاية قصة جديرة بالاهتمام.. والدراسة... وخصوصاً المواقف المؤلمة... لكي نحرص على ان لا تتكرر ثانية .. لانها لو تكرر يصبح الالم شديد والجرح عميق.. والنسيان صعب.. وهي في نفس الوقت قصة مضحكة مفرحة تبعث على الضحك كلما تذكر كل منا عشرات المواقف التى تصرف فيها بسذاجة وهو صغير او ارتكب اخطاء وكان يعمل بكل قوته على اخفائها.. بكل سذاجة... القصة مهما كانت مؤلمة فهي تحتوي على لقطات مضيئة...ومهما كانت مفرحة فهي تحتوي على لقطات في غاية الالم.. ومهما كان الامر فهي في النهاية قصتك.. التى عشتها.. والتى لا تستطيع التغيير فيها او التعديل.. فوجب عليك التكيف مع الامر.. واستقطاع اللقطات المضيئة ومحاولة نسيان كل لقطة مؤلمة مع الاستفادة منها حتى لا تقع فيها مرة اخرى..

 

*اغلب اسماء الاخوات هنا غير حقيقية(منعاً للاحراج) ولكن شخوصهم حقيقية... وربما اوردت بعضاً قليلاً من احداث ومواقف حدثت لي تسمح بنشرها عامة... لكن لا يزال هناك الكثير الذي ربما لا لن تبوح به طوال عمرك.. والكثير الاخر الذي ربما يبوح به المرء عندما ياتى وقته ولكن ليس الان... بالاضافة الى عشرات الاصدقاء وما حدث في مرحلتى ثانوي وجامعة (حتى الان)..ويمكن المرحلتين دول بيمر الواحد بعشرات المواقف والاحداث الحقيقية التى تعطيه زخماً كبيراً وخبرة شخصية كبيرة...ولكن الوقت لا يتسع لذكر هذا

 

 

الشيخ ياسين..

الخميس 22/3 كان الذكرى الثالثة لاستشهاد شيخ شهداء فلسطين.. الشيخ القعيد احمد ياسين... شيخنا الشهيد بمقعده المتحرك كان سبباً في تحويل اهتمام الوف المسلمين بقضية فلسطين بعد ان كان باعها عرفات واتباعه بلقائاتهم مع الصهاينة في حانات تل ابيب والملاهي الليلة لاريحا..

ياسين ورفيق دربه الرنتيسي ورفاقهما صلاح شحادة وابراهيم المقادمة وجمال منصور واسماعيل ابو شنب.. الى تلامذته عياش وعماد عقل ومحمد ضيف والعشرات من ابناء كتائب العز القسامية الذي دكوا مدن الصهاينة بعملياتهم الاستشهادية.. وارهبوهم بصواريخهم.. وبللوا سراويلهم بعزتهم وقوتهم وشموخهم وعدم تنازلهم عن شبر من ارض فلسطين بالرغم من ضعفهم وتخاذل الامة في نصرتهم.. مهما كتبا فلن نوفي هذا الرجل ورفاقه قيد انمله مما فعلوه.. كثير من المواقع الاسلامية قامت بعمل ملف مخصص لهذه الذكرى... اترككم مع بعضها

ملف الشيخ على موقع كتائب القسام

http://www.alqassam.ps/arabic/yass_web/index.htm

ومن افضل ما كتب عنه

http://www.alqassam.ps/arabic/yass_web/articles.htm

وملف عن الشيخ في موقع فلسيطن مباشر

http://www.livep.ps/portal/e81278da-8ad1-4960-bb18-1f6d1df0bd4c.aspx

وعلى اسلام اون لين

http://www.islamonline.net/Arabic/In_Depth/Yasin/index.shtml

وعلى المركز الفلسطيني للاعلام

http://www.palestine-info.info/arabic/spfiles/yaseen2/yaseen.htm

وعلى موقع الاسلام اليوم

http://www.islamtoday.net/yassen/yassen.html

 

وداعاً شيخنا.. عشت عزيزاً ومت كريماً ... نسال الله ان يتقبلك في عداد الشهداء